مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى يكتب : دكتور علاء الدين.. تفتقدك جبل الاولياء
مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى يكتب : دكتور علاء الدين.. تفتقدك جبل الاولياء
ما اوجعك مدينتي وانتي تستوحشين وجوه من نزلوا بك قصرا، واحالوا وداعتك رعبا وارهاب وعنفا.. باعدوا بينك وبين من احبوك واحببتهم، وسكنتي في قلوبهم وكل مسامات اجسادهم، فما استطابت لهم أرض سواك ولا
اجتذبتهم كل مدن الدنيا، وان تجملت بكل شئ، هدهم اليك الحنين وقطع نياط قلوبهم الأنين.
ومابارحتي عقولهم حين، شدوا اليك قوافل الأمنيات تقربهم يوما اليك وتباعدهم الأحداث عنك، لم يصبيهم الفتر ولا كلت عوازمهم…
يعلمون بلا ادني شك أنك تتهيئن للقاء بهم.. تستوحشين وجوه من نزلوك قصرا الكالحة القبيحة، وقلوبهم السوداء منزوعة الرحمة واياديهم التي لاتعرف غير الخراب.
نعم مدينتي لم تآلفيهم..وتنتظرين وجوه من احببتي.. تنظرينهم بمثل ما تهفو نفوسهم اليك.. ولكن وجعي عليك ثم وجعي..
كيف أحدثك بان حبات عقدهم تتناثر واحد بعد الاخر رجالاً ونساء شيب وشابات وشيوخ وايفاع… تطول بهم القائمة… يقطع لهفة انتظاريهم داعي المنون. ولأنهم مؤمنون.. فإنهم ملبون النداء….فيذيذك وجع علي ما
انتي فيه من وجع.. هل أحدثك كيف مضوا حفافاً سراعاً وفي نفوسهم وقلوبهم شئ منك…
اعلم انك ستفتقدينهم كما نحن نفتقدهم، ادمي رحليهم قلوبنا واورثونا الم ووجع وخوفاً ووحشة ان نعود ان مد الله في آجالنا ولا نلتقي بهم…
كل واحدا منهم كان يمثل علامة شامخة في حياتك الاجتماعية.. وكل واحد منهم له بصمة.. لاتتشابه مع غيره …
فكيف ازيدك وجعاً واقول لك ان هذا الر كب المتأخر عن العوده اليك بأمر القضاء والقدر يقودهم الجميل الحميم الصدوق الصادق الامين الهميم في فعل الخيرات..الزاهد.. مصلح ذات البين التقي النقي المحب لرب السموآت ورسول الرحمات عليه افضل الصلاة والسلام، معمر
المساجد كافل اليتامى ومعين العدامى.. الهيًن اللين العالم المتواضع *دكتور علاء الدين فضل إدريس..*
ولدك الذي كان متفرداً في كل شئ، نابغة منذ كان بالمدراس الي ان بلغ من الحلم عتياً، فكان خياره في
الجامعة على غير ما يختار اقرانه في ذلك الزمان، اختار ان يدرس الصيدلة، ولانه مفطور ومسكون فيه حبك.. عاد اليك ليفتتح اول صيدلية حديثه بسوقك العتيق، ولأنك لديه كل شئ اختار اسمك لصيدليته.. صيدلية جبل اولياء…احتلت مكانها في واجهة السوق.. تزين صدره
بواجهاتها الحديثة. لا لتقدم الدواء فحسب بل اصبحت مركزاً يدير كل علاقات اهل الجبل وعنوان تفد اليه حاجاتهم واشيائهم في اطمئنان، ويكفي مرسلها ان يقول لحامل الامانه بالله اصل صيدلية علاء الدين وناس البيت ح يجوا يشيلوها، وهي الدليل لكل قادم يحتاج لمن يدله
علي وجهته، في جيبه علاء الدين اي بعرفه. امشي ياولد وصف ليهم من قريب، ولم تقف عند هذا الحد فقد كان علاء الدين يدير منها حراكاً ثقافي متفاعلا، واذكر كيف كان يشجع أولئك الذين كانوا ممن يشاركون في متابعة مسابقات رمضان في التلفزيون او الاذاعة او الصحف، ويساهم في مساعدتهم في الحل، ويحدثك بفرحه
الطفولي الصادق عن الطرائف التي تقابل المتسابقين، وكان زبوناً دائماً لأصحاب المكتبات عامه وللمتنقلين منهم، يغتني كل جديد من الإصدارات في شتى ضروب المعرفة.
فكانت الصيدلية كما هي تنفح الناس بالدواء يتحلق باحاتها اهل الثقافة، وكانت دار رحبة تستقطب كل من يأتي ليخدم اهل جبل اولياء في دواوين الحكومة وغيرها.. يستقطبه علاء الدين بود ومحبه.
وعلاء الدين مثلما ماهو بارع في مهنته ايضا كان بارع في ان يجمع القلوب حوله.. بحسن أدبه ورقة قلبه وعطفه علي الناس..
نعم ستفقدك جبل الاولياء لانك كنت تبادلها تحية الصباح تسابق إشراق شمسها وانت تاخذ بيدك اخي العزيز صلاح محمود تطوفون في ارجائها كأنكم تطمئنون ان كل معلم جميل فيها موجود في مكانه.. ولأنكم كرماء لم تستاثروا
بهذا الجمال والفرحة لأنفسكم ترسلون لنا صور هذه الأماكن ثوثيق كنا نزين به هواتفنا، الخزان، المسله، المدرسة المصرية، سوق السمك، المساجد، شروق الشمس، غروبها وغيرها.
لا أدري ان كنت ساعتها تعلم انها ستكون سلوتنا في يوم ما، فتصبح لك يداً مع اخريات تطوق بها اعناقنا وتكون لك صدقة جاريه ان شاء الله..
يقولون “كل له من اسمه نصيب” وهي فكرة شائعة في التراث، تدل أن للإسم تأثيراً على صاحبه سواء من حيث المعنى او الطاقة النفسية المرتبطة به، ومن ناحية دينه يعتقد البعض ان الاسماء قد تحمل معاني تؤثر في
شخصية حاملها وسلوكه، وعلى الرغم من انه لايوجد دليل علمي مباشر يثبت ان الإسم يؤثر بشكل حتمي على شخصية الإنسان، الا ان حالة علاء الدين تشكل انموذجاً ودليلاً على صدق هذه المقولة لما يحمله اسمه وسلوكه من معنى..
علاء الدين.. اسم مركب من كلمتين.
علاء: يعني الرفعة والسمو.
الدين : يشير إلى الدين او المعتقد، ويرمز عادة الي الإلتزام بالقيم الدينية والأخلاقية.
وبذلك، فان معنى اسم” علاء الدين” يمكن تفسيره على انه “رفعة الدين” أو “شرف الدين” وبالتالي فهو يحمل دلالات مرتبطة بالمكانة الروحية والأخلاقية.
فقد كان علاء الدين هكذا شاب نشأ في طاعة الله، يسابق في الخيرات، معظّم لشعائر الله، تسابق المئات من اهل الجبل ومعارفه لنعيه وكلهم اجمع على انه التقي النقي
العابد.. كلهم اجمع انه من اهل البر والإحسان.. وكان جل همه ان ياخذ بأيدي اخوته الي محبة رسول الله.. وكل مايزكّي نفوسهم.
أزعجه يوما بأن ثورة التقانة الحديثة وتحدياتها قد تستقطب الناس وتشغلهم عن الذكر والعبادة فانشأ قروبات تزكرهم بالصلاة على رسول الله صل الله عليه
وسلم، واحباب رسول الله، ولاتنقطع رسائله التي تحمل الدروس والعبر وتزكي العقيدة، ولاتجده الا حيث الصالحين، او مواسياً اوعائد لمريض او ساعياً لإصلاح بين متخاصمين. وكم كان همه قضاء حوائج الناس، يسعي بكل حب لمعاونتهم.. يفرح لكل مايفرحهم وتتحدر دموعه ان مسهم ضر او اذي..وكان همه كله لإعلاء قيم الدين فانطبق الاسم على المسمى.
هذا قليل من كثير فلم يترك لنا الناعون حرفا نبكيه به ونرثيه، وقد صدقوا في كل ماقالوه عنك وذكروك به فقد كنت اخ الجميع واب الجميع وصديق الجميع، لهذا انت فقد جبل أولياء كلها، وعلى مثلك كما قال اخي ماهر الصادق “فلتبكي البواكي” وحقاً ستفتقد جبل أولياء، ولاحولا ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
اللهم ان عبدك علاء الدين اتاك طيب القلب نقي السرير كان يشهد انك لا اله الا الله وان محمدا عبدك ورسولك وانت اعلم به منا نسألك أن تتقبله وان تلزمه حجته وان تجعل قبره روضه من رياض الجنة وان تجعله واسعاً على مد بصره، وتجعل المسك ترابة والريان بابه، ومن الكوثر شرابه، وان تخرجه من ضيق اللحود ومراتع الدود الي
جناتك جنات الخلود مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا يارب، العالمين اللهم واجعله في رفقة حبيبك سيدنا محمد في الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم لاتدع له زنباً الاغفرته وان تجعله في سدر مخضود وظل ممدود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش
موضوعه.. اللهم لاتحرمنا أجره ولاتفتنا بعده واخلف البركة في زريته.. وخالص التعازي لعموم الاهل في جبل أولياء ولأسرة الحبيب الفقيد ال فضل إدريس، ال دار وال اوشي وانسابه، ولجيرانه، ولذويه وأهله في كل مكان، واصدقائه واحبابه من الائمة والدعاة والمتصوفة..ولقبيلة الصيادلة.
اسأل الله العلي العظيم ان يربط على قلوبهم في مصابهم ومصابنا بالصبر الجميل، وانا لله وانا اليه راجعون .