مقالات

محمد طلب يكتب : القوالات في الأغنية السودانية(5)

محمد طلب يكتب : القوالات في الأغنية السودانية(5)

 

 

(يا صديقي الشعر العربي و الجاهلي خاصة كله قوالات و وشايات و يقال إن شعر القوالات هو أجمل الشعر خاصة عند جميل بثينة القوالات ليست هي التي تنتشر اليوم و تسمى بالإجتماعية. و انت تعلم أنه نسج خيال (لا شالو كلام لاجابوهو و لا يحزنون))*

أعلاه تعليق الاستاذ الاديب الفنان الجيولوجي والفلكي الصديق (عمار شليعة ) علي سلسلة (القوالات في الأغنية السودانية) وسنفرد مساحة خاصة للنقاش حول مجموع تعليقاته والتعليقات الأخري التي وردتنا علي السلسلة ان شاء الله….

الآن نعود لنواصل التسلسل في ناس( قراب منك)

*ناس قراب منك عرفوا سر حزني*
*اسالهم عنك قالوا ما سمعوك تسألهم عني*

حقيقة هذه فتنة كبيرة من هولاء العوازل تسبب فيها (البطل) بسؤاله. و حقيقة الأمر أنهم لم يعرفوا سر الحزن أو قل ربما لاحظوا شيئاً ما و كخبراء (قوالات استراتيجيين) أرادوا أن يعرفوا (فسرقوا المعلومة) عبر

استخدام تقنيات (الدردقة النموذجية) و بذكاء كان ردهم أنهم لم يسمعوا حبيبك يسأل عنك إطلاقاً و أبدوا استغراباً واضحاً كي يسترسل البطل وقد فعل (المغفل) …طبعاً كل ذلك لم يظهر في الأغنية لكنه يستشف من :-

*قالوا في تيهك تحيا هاني سعيد*
*ذي كأني معاك ما كأني بعيد*

أرادوا بخبث أن يعكسوا لك أن (الحبيب) حاله يختلف تماماً عن الحالة التي يرونك فيها فقد (عرفوا سر حزنك) نتيجة (التفريط) و الان سوف يشعلون داخلك النار فقد عكسوا لك حاله السعادة التي يعيشها الحبيب و يصورون لك سعادته وكأنها نتيجة لعدم وجودك في حياته:-

*قالوا شايفنك كل يوم مسرور*
*تقضي اوقاتك في هناء وحبور*

ورغم أنها أحوال جيدة يفترض أن تسر المُحب الذي تكمن سعادته وسروره في سعادة وسرور الطرف الاخر وهو محبوبه….

لكن الواشي هنا كان علي خبرة بطبع من هم ( قراب منو) والأنانية التي تتقمصه فهو يريد أن ترتبط سعادته وسروره بالآخر و وجوده هو سبب تلك السعادة وان كان غير ذلك فيجب أن يكون الطرف ايضاً مثله لذا كانت ردة الفعل :-

*ابكي حرماني وانت هاني سعيد*

ثم اراد تذكيره بتلك الايام التي كان كلاهما في (حياة الحب السعيدة بكل معانيها)

*يا حليل حبك لما كان صافي*
*وينو لي قلبك لما كان وافي*
*وكنت حاني عطوف ليه بقيت جافي*

ويتضح تماماً هنا أن الوشاة حققوا غرضهم وجعلوا (البطل) يبكي بكاءاً واضحاً بعد أن كان كل حزنه (سراً)
ختاماً نقول اجعلوا السر سراً و موتوا باسراركم و قبل ذلك يطرأ سؤال هل كل (الشراكات) في بلد الخير والطيبة اسرار ……؟؟؟
لا ادري… !!!

سلام
محمد طلب

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى