مقالات

محمد تاج السر يكتب : ..بدون سكر..أم الطيور ..أم أم الناس..؟!

محمد تاج السر يكتب : ..بدون سكر..أم الطيور ..أم أم الناس..؟!

 

ثمة علاقة وطيدة بين الطيور والبني آدم..أساسها تبادل المنفعة..درسونا قديما أن الطيور صديقة المزارع..تأكل الآفات..

والطيور الحزينة لموت مطعمها..
وحسن والطير..
والغراب النبيه..
والحمام الزاجل..الذي ينقل الرسائل سلما وحربا..

..والطيور ذكرت كثيرا في القرآن الكريم..لحم طير ممايشتهون..وسليمان وتفقد الطير ومنطق الهدهد
ومكوثه غير بعيد..والطير الأبابيل..
وطائر يطير بجناحيه..أمم أمثالنا..والطير صافات..
معجزة إلهية..

إلي طيور مصطفي سيدأحمد المابتعرف ليها خرطة ولا جواز سفر..والطير الخداري والحنين لكسلا الوريفة..
والطير الزاجل الماشي لي أهلنا..وطيور بازرعة..
وأشواقه الدفيقة في رائعة عثمان حسين..ثم وردي يستحث الطير ليسرع وإن تعب الجناح..

وبالأمس نعبر البحر إلي أم الطيور..تلبية لدعوة كريمة من سعادة اللواء عبدالعزيز عوض السيد..كانت غداءا لكننا تناولناه بعد صلاة العشاء..حيث أمتد الأنس الجميل.. والحديث الشائق الذي لايمل..من أعمامنا وأجدادنا هناك..وأسئلة تتناسل لأخري..(إنتوا من وين..؟وبلدكم وين..؟)

وأحاديث شائقة لاتمل من أناس هم تاريخ يمشي علي أقدام..جابت مناطقنا..
ومضاربنا القصية..
وغيرها في السودان القديم..
المتآلف المتجانس..

 

الذي هو بلا عنصرية ولون..كم يشبهون آباءنا وأجدادنا هناك..قواسم مشتركة..في كل السودان..هل أكتفي بالسودان أم أقول القديم..؟

في أم الطيور لا حواجز بين الشباب والشيوخ..إلا حاجز الإحترام والتوقير..
مضيفنا يجلس وسط الشباب الذين هم أبناؤه وأحفاده..
يتبادلون الأحاديث..
تتخللها الضحكات والطرائف..

مجلس يسوده الوقار والحب ودفء العشيرة..
نحن قوم ريفيون..وإن إبتلعتنا الخرطوم شفاها الله من دنس الجنجويد قاتلهم الله ردحا من الزمان..لم تنجح في محو ريفيتنا وجذورنا الممتدة إلي هناك..حيث الطين

والبحر ورائحة البرم وأنفاس الشجر وسجع القماري وغناء الزرازير وماشاكلها من طير..أمم أمثالنا..تسبح بحمد ربها آناء الليل وأطراف النهار..لاتحمل هم الرزق مادامت تطير وتسعي..

أجمل ماأعجبني في هذه الدعوة التي أثارت فينا كوامن الشجن..
وحنينا كادت تطمسه الحرب ويمحوه النزوح..شيوخ يتوكأون علي العصي ويحملون البطاريات اليدوية..
قادمون من المسجد..

عبادة.. ومواصلة رحم.. وعيادة مريض.. وحمدلة سلامة لمسافر آب..وتلبية دعوة..
ياالله..أنا ابن هذه البيئة..
الدواوين المفتوحة للغاشي والماشي..

والقلوب قبلها..والسلام الذي لاينقطع..
وجوه كريمة طيبة تراها أول مرة لكن يخيل إليك أنك نشأت وسطها..

أعجبني تلاحم الأجيال هناك..لافارق بين الشيوخ والشباب..إلا مساحة الإحترام المتبادل وعامل السن..الكل يسعي لخدمة منطقته وإن اختلفت الوسائل..لا فرق بين من يبذل المال..وبين من يكتب..

ويسعي بجهده لخدمة الأهل..ورفعة البلد..
لحظات مرت سريعا..بين مجالسة أعمامنا والشيوخ والشباب..
سلام ومحبة
..مطايبة وبشر..إحتفاء لاينتهي..

وحفاوة دافقة..
أخجلونا بكرمهم الفائض..
وترحابهم الزائد بشخوصنا..
أعادونا سنينا للوراء..
لذكرياتظ مرابعنا هناك..حيث الطيبة والسماحة والكرم..
وتداخل البيوت..

والنفاج..واللا حواجز..
ورائحة الطين المخلوط بروث البهائم..وثغاء الماشية..
ونسمة طيبة تأتيك من تلقاء بحر يعالج
التساب..

أشياء لم تنجح سكني المدن وغابات الأسمنت في محوها وإن طمرت فيها شيئا غير يسير..تظل البيئة الأولي..
والنشأة الأولي هي السائدة والمسيطرة..وإن تغير ضبط المصنع..!

ليس للحرب حسنات..لكنها أتاحت لنا شيئا من التواصل والتعاطي مع أشياء طمستها رمال المدن أو كادت..شكرا أهلي في أم الطيور..أم أقول أم الناس..؟!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى