محمد احمد مبروك يكتب: رواية شهود عيان تفاصيل معركة (ضربة شمس) الشرسة !!

سطور ملونة

محمد احمد مبروك يكتب: رواية شهود عيان تفاصيل معركة (ضربة شمس) الشرسة !!

بعض المعارك البطولية تستحق إسما وسنسمي المعركة التي نورد تفاصيلها (ضربة شمس) وهي المعركة الشرسة حامية الوطيس التي وقعت في السوق العربي واستغرقت سحابة نهار شديد الحر . واستخدم فيها رجال الجيش وشرطة الاحتياطي المركزي سلاحا خاصا لم تمتلك مثله كل جيوش العالم !!

عدد من شهود العيان رووا تفاصيل المعركة التي فاجأتهم وحاصرتهم في السوق العربي ومنهم ضباط متقاعدون رصدوا بدقة ..
بدأت المعركة بعد انتشار قوات الاحتياطي المركزي في السوق العربي للقيام بواجب الشرطة بوقف التفلتات وحماية السوق العربي كواحد من أكبر أسواق السودان .
المعروف أن الشرطة ليست قوات ضاربة مثل قوات

الجيش ، ويقتصر تدريبهم وتسليحهم على ما يكفي لمواجهة المتفلتين وربما العصابات والجريمة المنظمة . لكنهم أثبتوا أنهم قوات ضاربة ضارية شرسة شديدة الضراوة ..

المتمردون تحركوا من مرتكزاتهم ومختبٱتهم في السوق العربي ومن قواتهم الموجودة في المناطق القريبة .. تحركت تاتشراتهم بسرعة مقتحمة السوق العربي ظانين أنه وقع بين أيديهم قطيع من الحملان هم شرطة الاحتياطي المركزي ..

فورا بدأوا إطلاق النار عليهم من أسلحة تفوق تسليح قوات الاحتياطي المركزي بعشرات الدرجات .. لكن المعتدين فوجئوا مرتين .. الاولى كانت أن رجال الشرطة البواسل لم يرفعوا أيديهم مستسلمين أو يحاولوا الفرار في شوارع السوق العربي ..

انتقلوا فورا إلى وضعية القتال وانطلقت أسلحتهم تصب الحميم على المهاجمين .. كان هناك كر ولم يكن هناك فر كما يجري في المعارك .. ثبتوا وهم يطلقون النار في مواجهة مباشرة لا يلتفت أحد ليرى من استشهد من رفاق السلاح او أصيب انما كانوا يواصلون القتال في ثبات .. المرجفون أوردوا صورة لعربة واحدة أصابها المتمردون

بتركيز وقتلوا الأبطال الخمسة الذين كانوا فيها .. لكنهم لم يوردوا ماذا فعل هؤلاء الشهداء قبل أن يستشهدوا .. هم من بدأواستخدام السلاح الموزع حصريا على جنود الجيش والشرطة السودانية وهو (سلاح الرجالة) …

رجالة مطلقة صمدوا بها وكبدوا العدو خسائر لن ينساها من بقي حيا منهم .. ولن تزول منهم المفاجاة مما وجدوه في من ظنوهم حملان يسهل صيدهم وذبحهم وهم يمنون النفس بأرتال منهم أسرى ..
صمد رجال الإحتياطي المركزي صمودا يشبههم ويتسق مع شرف جنديتهم .

المفاجأة الثانية للأعداء أنهم ظنوا أنهم استفردوا برجال الشرطة .. لكن فور بدايةالمعركة انفجر الجحيم على الأعداء من كل مكان .. من السماء صب عليهم نسور الجو شواظ من نار لا تخطيء هدفها (ضرب بالملي) . وانتشرت ٱليات الموت كأنها هبطت من السماء او نبتت من باطن الأرض . النار (دورت) من كل نوع وحجم ..

دانات وقذائف المدرعات والرشاشات وقذائف الاربي جي .. قتال عنيف من الطرفين لا يمكن حسمه إلا بسلاح الجيش والشرطة الحصري سلاح الرجالة والركزة والثبات ..
المساحات ضيقة وأحيانا لا يكون بين الفريقين أكثر من أربعة أمتار وهذا قتال الخيار فيه قاتل أو مقتول فقط .
اتبع جنود الجيش أسلوبا قتاليا لم تدرسه الجيوش وليس في قواميس الأكاديميات العسكرية .. الضرب من كل

مكان ويمكن ان يأتيك القصف من أي اتجاه .. لكن أسلوب جنودنا كان هو التقدم إلى الأمام فقط مهما كان العدو قريبا ومواجهته مباشرة .. وهم أصلا لم يدرسوا الهرب ولم يعرفوا كيف يكون .. ولم يرضعوا في لبن أمهاتهم الخوف .. ولم يرثوا في تراث بلادهم رهبة الحرب .

(اشتغلوا شغل صاح) ضربوا في المليان وطاوعتهم البنادق في ضرب الصدور والأحشاء وأتقنوا وتفننوا في تفجير الرؤوس ..

كانوا يقاتلون (بمزاج) وطرب .. فمن لم يقتل من أعدائهم فروا ولاذوا بالمجاري من مصارف الأمطار التي يقطنها الشماشة ومن لم يجد قفز في فوهات مجاري الصرف الصحي .

تركوا خلفهم جثث ضحاياهم الهالكين وجرحاهم ينزفون ويئنون عطشى ومهزومين ..
تذكروا تاريخ الأربعاء 3 مايو 2023 م ومعركة (ضربة شمس) كواحدة من ملاحم البطولة التي خاضها جيشنا

في حرب الكرامة والتي أثبت فيها رجال (أبو طيرة) أن القتال ليس تخصصا فقط إنما هو ثبات .. وليس هو تفوق سلاح إنما هو رجالة حمراء ..

المجد وجنات الخلد لشهداء الجيش ورجال أبو طيرة وعاجل الشفاء وعظيم الأجر للجرحى .
الشكر والتقدير لرجال شجعان شهدوا المعركة وزودونا بمشاهدها ..

لكن لماذا انهزم الاعداء .. هذا ما سنعود إليه لاحقا إن شاء الله .
حاشية :
أتاحت لنا مهنة الصحافة القيام بمهمة المراسل الحربي في اريتريا والعراق وإبان غزو المرتزقة 1976 م وغزو خليل .. وكم إشتقنا لتكرار التجربة ..

محمد أحمد مبروك