مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب: بعد نهاية معركة (ضربة شمس) لماذا خسر المتمردون خسارة مرة

سطور ملونة

محمد أحمد مبروك يكتب: بعد نهاية معركة (ضربة شمس) لماذا خسر المتمردون خسارة مرة

صورة السوق العربي بعد انجلاء معركة ضربة شمس الشرسة كانت صورة مخيفة .. الدخان مازالت تتصاعد خيوطه من عربات المتمردين المحترقة .. مقذوقات هنا وهناك بعضها لم ينفجر .. العربات المدمرة ما زالت فيها بقايا متفجرات وذخيرة .. جثث المتمردين منتشرة في كل مكان ..

الجيش والشرطة كانوا يرفعون جثامين شهدائهم اولا بأول ويجرون الإسعاف الميداني الفوري ومن ثم يجلون الجرحى الى مواقع الإسعاف والعلاج أو السلاح الطبي وذلك عبر وحداتهم المتخصصة عالية التدريب .

في باطن الأرض ما زال الشماسة يرتجفون من الرعب ولم تنزع المخدرات والسلسيون وشميم البنزين خوفهم .
الذين فاجأتهم المعركة من مواطنين وعلقوا وسطها تلفتوا بحذر وخرجوا مما أتيح لهم من مخابيء وبدأوا يتلمسون طرق النجاة بالخروج من السوق العربي .

انكسر المتمردون وهزموا هزيمة ساحقة وقتل معظم مقاتليهم وأسر الباقون أو فروا .
لكن لم يكن أمامهم سبيل لإنتصار ولو جزئي رغم أنهم فرض عليهم الصمود حيث انسدت أمامهم كل السبل بحصار محكم على الأرض ومن الجو ..

عناصر هزيمتهم تضافرت كلها وأدت إلى سحقهم بالكامل :
★قيادتهم كانت مفككة ضئيلة الخبرة وليس فيها نظام لنقل التوجيهات وتغيير خطط التحرك .
★رغم جودة تسليحهم إلا أنه ليس هناك تدفق لتزويدهم بالذخائر والمؤن .

★ليس لديهم نظام لإسعاف الجرحي أو إخلاء المصابين او رفع جثث القتلى مما يحدث أثرا معنويا سيئا .
★سوء التدريب وضعف كفاءة مقاتليهم وقلة خبرتهم في القتال في مثل هذه الظروف .
وهناك سببان رئيسيان لهزيمتهم :

★الأول هو الكفاءة العالية لقوات الجيش والشرطة وتنفيذهم المعركة بقواعدها الصحيحة وتكامل منظومة هذه القوات من قوات ضاربة ووحدات مساندة من استخبارات ووحدات معلومات وإمداد . إضافة إلى منظومة الأسلحة المتكاملة المتطورة . يضاف إلى كل ذلك الشجاعة والثبات المزروع فيهم عبر توجيه معنوي دقيق واهم منه العقيدة القتالية الراسخة القائمة على

حماية الوطن والذود عن شعبه وكرامته ومقدراته العليا .
★أما السبب الجوهري لهزيمة المتمردين فقد تمثل في أنهم يفتقدون العقيدة القتالية المبنية على القيم الوطنية العليا . فأغلبهم جمعهم الإنتماء القبلي الذي ينازعه في دواخلهم الإنتماء للوطن .. وٱخرون لا ينتمون إلا إلى مصلحة مادية يرجونها من انتماء إلى ذهب ٱل دقلو

وأصبحوا متيقنين أن الخزانة نضبت ولم يعد لها مستقبل ففقدوا الدافع للإنتماء والمحرض لخوض الحرب . وفئة ثالثة من مرتزقة وسط وغرب أفريقيا ليسوا على استعداد للموت على أرض لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا حتى نعجة .. وأهلهم يصرخون ويلكم أرجعوا .

★إنسداد الأفق أمامهم وتساقط الأهدف الكلية حتى من قائدهم الأعلى حيث كانت الأهداف المعلنة السيطرة على الجيش واغتيال قياداته والإستيلاء على المواقع السيادية والحيوية وإقامة دولة تحكم السودان . لكنها أصبحت تتقلص وتقزم حتى وصلت البكاء طلبا لوقف

الحرب واستجداء الأطراف الدولية للتدخل ولو بهدنة . وهي في طريقها لان تصل مرحلة الهروب وإيجاد ملاذ ٱمن لٱل دقلو ولن يكون من اهتماماتهم سلامة الجنود بعد أن تبخر الأمل في نصر مزعوم .

★بلوغ الروح المعنوية للمتمردين الحضيض هو الذي أدى لاستسلام كل هذه الأعداد وفرار أعداد مماثلة بخلع زيهم العسكرى والنزول من عرباتهم المدجحة بالسلاح لأنها أصبحت هدفا لا يخطيء إصابته نسور الجو والٱليات البرية أو أنها توقفت لنضوب وقودها .

معركة ضربة شمس التي دارت رحاها نهار الاربعاء القائظ 3 مايو 2023 م هي العلامة الفارقة في انعدام الأمل للمتمردين . وهي تأكيد إضافي أن أبو طيرة لحمته أمر من الحنظل وأن الجيش مستمر في أن (يخلي سيرة زينة) !!!
حاشية:

ليست هذه المرة الأولى التي تفتح فيها أبواب السجون ويخرج فيها عتاة المجرمين .. فقد فتح نميري عليه الرحمة والرضوان كل سجون السودان وأطلق محكوميها ومنتظريها .. فلم يحدث شيء واحد مما جري اليوم بعد

أن تعدى المتمردون على عدد محدود من السجون أطلقوا سجناءها من محكومين ومنتظرين .. الفرق بين الحالتين والذي جرى من فظائع ومسبباته سيكون حديثنا القادم .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى