الأخبارالثقافيةالسودان

عوض التوم «جولط»يكتب : الأديب: الأمين عبدالرحمن«حكايات مسافر بين ديارين»

عوض التوم «جولط»يكتب : الأديب: الأمين عبدالرحمن«حكايات مسافر بين ديارين»

 

صدر عن دار المصورات للنشر والطباعة والتوزيع كتاب حكايات مسافر بين ديارين للأديب الأمين عبدالرحمن. قام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي بكري خضر، وهو عباره عن لوحة فنية رائعة لا تمل النظر إليها،  وفي كل مرة تكتشف أبعاد جديدة من السحر والجمال والخيال..

الكتاب أقرب إلى أدب السيرة الذاتية  الذي يمزج بين جغرافية الأمكنة ووقائع الأزمنة. وقد أورد الكاتب التفاصيل بلغة رصينة وصياغة متقنة وتكنيك محكم.
التجربة الحياتية للكاتب غير تقليدية، سواء
في أسفاره الخارجيه التي يستخدم فيها طريقة

الأتوأستوب أو إنخراطه في العمل الخاص مقبل
حياته العملية.
لقد فضل روح المغامرة على الإستكانه للوظيفة التي تمنحه الإستقرار والإكتفاء المادي.

وفي ذلك يقول:
« فلربما يكون نمط الحياة الأوربية التي شهدتها
قد أثرت على طبيعتي،  فوجدتني لا شعورياً
أتخلص من عقد الوجاهة والأهمية والوظيفة الكبيرة والثروة والمال…»
وهنا مربط الفرس والفخ الذي يقع فيه معظم

متعلمو دول العالم الثالث،  حيث يرون عكس ما يرى الكاتب بأنهم أحق بالتميز المادي والرفاهية والعيش في البرج العاجي، متجاهلين بذلك إستحقاقات شعوبهم في الحياة الكريمة التي تحفظ آدميتهم وإنسانيتهم، ذلك النهج يمثل قمة الأنانية وحب الذات والنرجسية

والإنسلاخ المجتمعي والإنفصام النفسي والروحي ..
الكتاب يسجل تجربة عملية للزراعة الآلية المطرية بمناطق هبيلا وفيو وكرتالا بجبال النوبة.
ويبين لنا الكاتب صعوبة الحياة ومشقتها في تلك
الأصقاع النائية، حيث تنعدم فيها مقومات الحياة
من مياة صالحة للشرب ومراكز صحية وطرق معبدة

وورش للصيانة وتوفير قطع الغيار، هذه
المعوقات أدت إلي إرتفاع تكلفة الإنتاج وتدني
الأرباح وبالتالي تضاءل حافز الإستمرار في الإستثمار الزراعي المطري الآلي بتلك المناطق ..

تطرق الكاتب الى إختلاف الثقافات بين العالم
الأوربي والعالم الإسلامي،  حيث مفاهيم الجندرة
طاغية على سلوك الفتيات اللاتي لا يجدن حرجاً
في أن يسلكن مسالك الفتيان، وفي السودان يجب أن لا ننساق وراء الإتفاقيات الدولية المشبوهة التي تنادي بتحرر المرأة من كل القيود

والضوابط العرفية والشرعية، أحسب أن ذلك لمنزلق خطير يجب أن ننتبه له،  وأن تعي المرأة
تماماً بأن التحرر هو التحرر العقلي وليس الجسدي،  وفي ذلك صوناً وكرامة وإحتراماً لذاتها ..

الكتاب فيه العديد من المواقف الطريفة والحكي الشيق والمقالب الظريفة والتعامل الإنساني مع مختلف الجنسيات من مختلف بقاع العالم ..

الكاتب دون تجربة إنسانية غير كلاسيكية فكراً وسلوكاً وفهماً، نحسبها شاقة وهو يحسبها ممتعة، حيث هيأت له تحقيق ذاته وإشباع رغبته في أن
يعيش حياة خالية من القيود والمفاهيم الإجتماعية

التقليدية،  ليسوح في الدنيا العريضة
خارج وطنه وليلج البقاع القصية داخل وطنه ..
ثمرة ذلك، أنه قد أتحفنا بذلك السفر العظيم
الذي يعج بالمعلومات القيمة والتجارب الثرة ..

إنه ملحمة كفاح يجب أن يقرأه الجميع ليستبينوا ذلك الإصرار وتلك العزيمة لبلوغ
المنال مهما كان الطريق جبلياً وصعباً ..!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى