علي سلطان يكتب حكم السودان عصيٌ على الجميع
الاجتهاد الشخصي في الحكم والدولة والحكومة و وزارتها وغيرها لا ينفع..! التاسيس وتراكم الخبرات والمرجعيات
والعلوم مهم جدا.. ولكن عندنا في السودان للاسف تدار الدولة باجتهادات شخصية تصيب وتخيب.. لذلك ليس
غريبا ان نشهد تدنيا مريعا مخيفا في كل امر..!!
وهذا الخلل الكبير ليس وليد اليوم او الراهن بل هو نتيجةَ
تراكم خيبات مستمرة منذ عهد الاستقلال وبدايات تكوين الحكم المدني َالديمقراطي في السودان مع وراثتنا لنظام
الحكم الثنائي الذي جاء على انقاض فترة الحكم التركي بالوكالة على يد السلطان الالباني محمد علي باشا الذي حكم مصر والسودان لعقود طويلة.
لقد ورثت جارتنا الشقيقة مصر خلال الحكم التركي ومابعده الحكم الانجليزي قوانين الحكم والتاسيس بلا حصر
لادارة الدولة وبناء المجتمع المدني، وحافظت مصر على نظم حكمها المتعددة تراثها ومرجعيتها بثبات وظلت
تراجع وتنقح وتعدل حسب المقتضيات.. ولذلك اجد في مصر حكم دولة موسسات عريقا ودولة ذات سيادة ومهابة
في كل امر، ومرجعية يُستند عليها فكانت مصر رائدة في الحكم والقضاء والتعليم والصحة والتنظيم وشؤون المحافظات.
ورغم ما استجد من تغيير في نظم الحكم خلال القرون الاربعة الماضية بين حكم ملكي ومدني وعسكري وغيره
الا ان مصر لم تغير جلدها وظلت تحتفظ بالثوابت والاسس
والمرجعيات وهي عماد واسس البناء الحضري والحضاري لكل دولة قوية.
ما نجده في السودان الان يدعو للرثاء الشفقة والحزن.. فقد صارت الخدمة المدنية الحلقة الأضعف وكعب اخيل
في دولة السودان.. واصبحنا نشقي يوميا في معالجات يائسة يائسة لحل الازمات التي تحدق بنا من جانب بلا
حل جذري ومنها ازمات الامن و المياه الكهرباء عماد التطور رالنماء والتردي في المرافق العامة واصحاح البيئة
حيث اضحت العاصمة والولايات قارغة في الاوساخ وانفجار ما وجد من انابيب صرف صحي، وسوء في
المعيشة وتردٍ امني مخيف.. ثم بعد ذلك كله اجتهادات شخصية في حل المشكلات وازالة العثرات وهي اجتهادات قد تصدق او تخيب.
صحيح ان الفترة الانتقالية التي طال امدها ليست مهيأة لكل الحلول، ولكن حتى هذه الفترة عجزت ان تلتفت لاي
مشكلة يواجهها الشعب، واصبحت هي مشكلة اخرى عصية على الشعب السوداني.
ما اصعب حكم السودان واقساه على كل من يحكمه..!؟
