مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب: .. اضرب واهرب ..بلا مأوى

عبدالمنعم شجرابي يكتب: .. اضرب واهرب ..بلا مأوى

 

دار أطفال المايقوما .. أو الأطفال فاقدي الأبوين .. أو الأطفال فاقدي السند .. ثلاثة مسميات لمكان وتعريف واحد .. والخلاصة أنهم ( ثمرة خطيئة ) دفعتهم للحياة

بلا آباء ( وبأم بديلة ) كما تسمى بالدار مع ( خالة ) تساعد هذه الأم
*** إلى جانب عملي الطوعي بجمعية مرضى الكلى .. وجمعية أصدقاء مرضى السرطان تطوعت للعمل بدار

أطفال المايقوما قبل أن أكون عضواً بالهيئة الاستشارية بقرار وزاري من السيد وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية الأستاذ هاشم هارون

*** كانت الشرطة تحمل إلى أقسامها الطفل ( الملفوف بلفافة ) والموضوع داخل ( كرتونة ) أو ( قفة ) ثم تدخله ميتاً أو شبه ميت إلى الدار قبل أن يستصدر المدعي العام

مولانا عثمان أحمد محجوب ( كولا ) طيب الله ثراه قراراً بادخال الطفل إلى الدار لتبدأ بعد ذلك الإجراءات الشرطية وعكس ما كان متبعاً حتى يجد ( الرضعة الأولى

) والعناية الصحية الأولية التي توفر له بإذن الله الحياة
*** عدد الأطفال بدار المايقوما كان أكبر من سعتها وفي زيادة يومية بعضهم بصحة جيدة وآخرون مرضى أو

يعانون التوحد وبسحنات وأوزان مختلفة وهم على الأسرة ( مردوفين ) أو على الأرض من عمر يوم إلى أربعة أعوام

*** الدار ظلت تعيش النقص في الدواء والغذاء والمستلزمات الضرورية وسيارة الإسعاف إما معطلة أو جاهزة بلا وقود

*** الأم البديلة يتآلف معها الطفل ويتعلق بها وبحنانها تغمره وتبقى جزء منه وهو جزء منها لتغيب بالاجازة أو أياً كان من ظروف الحياة ليصاب الطفل ( بالاكتئاب )
*** الأم الحقيقية التي ( رمت ولدها ) وبغريزة الأمومة

تكون قد وضعت على جسده علامة وتتجه إلى طفلها زائرة هي تعرف ومن بالدار يعرف والأسى والصمت يحوم هنا وهناك

*** الحديث عن مآسي الأطفال فاقدي الأبوين طويل طويل عشته شخصياً من الدار والجديد الجديد أن الحرب دخلت عليهم بأضعاف ما كانوا يعانون فبعد ما

حدث بالمايقوما نقلوا إلى الحصاحيصا ثم نزحوا إلى مدني واستمروا نازحين إلى كسلا من مدرسة إلى مدرسة ومن مبنى إلى مبنى وبلا مأوى والقائمون على أمرهم إلى طوب الأرض يشتكون

*** السادة السيادي .. السادة اليونسيف .. السادة المسؤولين ( المسؤولين )
السادة الخيرين من أهل الخير

على رقابنا أطفال بلا ذنب جنوه .. أطفال بلا رعاية أطفال على أعناقكم
أطفال على مسؤوليتكم
فهل أنتم قدر المسؤولية ؟؟؟
يا ريت
عبدالمنعم شجرابي ..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى