صديق البادي يكتب : صوت شكر و تقدير لكل المغتربين السودانيين العاملين فى الخارج
صديق البادي يكتب : صوت شكر و تقدير لكل المغتربين السودانيين العاملين فى الخارج
ما حدث فى السودان فى السبعة عشر شهراً المنصرمة ولازال يحدث لم يشهد السودان له مثيلاً منذ عهد أبينا آدم وأمنا حواء وليس له مثيل فى العالم . وما يدور الآن ليس حرباً بين جيش وجيش أو بين جيش ومليشيا
متمردة عليه وعلى الدولة ولكن مايدور هو حرب اجرامية انتقامية فيها اذلال واهانة للشعب السودانى والمواطنين الأبرياء العزل من السلاح ويدرك ما حدث ويحدث حتى الأطفال الصغار من قتل واعاقة ونهب وسرقة عربات
المواطنين وأموالهم وممتلكاتهم واخراجهم من منازلهم قهراً وقسراً والاقامة فيها مع الضرب والاهانة والأخطر من ذلك هو انتهاك العروض والاغتصابات واستضافت احدى الفضائيات الخارجية أحد المستشارين المقيمين
بالخارج وقال بالحرف الواحد إنهم يسيطرون على اجزاء كثيرة فى السودان وفى الواقع انهم لا يسيطرون ولا يحكمون وليس لهم درهم من السلطة ولكن كان يمكن ان يقول ان لنا وجود وعربات ومواتر واسلحة لارهاب
المواطنين ونهبهم وسلبهم ولو انهم احتلوا المكاتب الحكومية التى هجرها العاملون فيها لينجوا بأنفسهم واكتفى محتلوها بذلك ولم يعتدوا على المواطنين الابرياء لكان ذلك أخف ولكن المؤسف انهم اعتدوا على
المواطنين العزل من السلاح بطريقة بشعة وحدثت آلاف الجرائم والاعتداءات والمآسى الانسانية وأذكر للمستشار منها ثلاثة جرائم موثقة يؤكدها شهودها وهى مجرد نماذج لآلاف الجرائم يومياً فى شتى المناطق وذكر أحد المواطنين أن مجموعة مسلحين نهابين أوقفوه وهم
يشهرون أسلحتهم ونزعوا منه حقيبة كان يحمل فيها سبعمائة وخمسين ألف جنيه ونزعوا منه جواله الغالى الثمن وكان صادقاً وذكر انه كان يرتجف من الخوف وذكر ان احدهم كان اكثرهم شراسة ووقاحة ولؤم ويبدو انه
كان مسطولاً وسب الدين والعياذ بالله ومضى أكثر من ذلك ووجه سلاحه للسماء وأطلق رصاصة مع ترديد كلمات لا تقال ولا تكتب ( استغفر الله العظيم – استغفر الله العظيم – استغفر الله العظيم ) وذكر المتحدث انه حمد الله على سلامته وعدم قتله (والجاتك فى مالك
سامحتك ) ولكن الذى أحزنه وأبكاه وهو يقص حكايته ما بدر من ذلك المرتزق المسطول الآتى من غرب افريقيا وله حلق فى أذنيه وزمام على أنفه وسب الدين وبدر منه إلحاد وتلفظ بألفاظ لا تكتب ولا تقال فهل هذه هى السيطرة التى يقصدها المستشار المقيم بالخارج …
ويحكى أحدهم والألم يعتصره عن جريمة بشعة حدثت لابنة خالته ان ثلاثة من حاملى سلاح دخلوا منزل أسرتها وطلبوا طعاماً وشراباً قدم لهم بكل أريحية ولمحوا شابة كانت عروساً هى الضحية المشار اليها وعادوا فى المساء وهم يشهرون أسلحتهم وبكل صفاقة ذكروا انهم يريدون
مواقعة تلك الشابة واغتصابها بالتناوب بينهم بعد ان حددوا بالقرعة ترتيب دور كل منهم وأصاب الذهول كل من بالمنزل وقررت الشابة ان تستشهد دفاعاً عن عرضها وشرفها وشرف أسرتها وطلبت من المجرمين إمهالها لتصلى ركعتين واخفت فى ثيابها سكيناً وتظاهرت بأنها
موافقة على طلبهم ودنت من أحدهم وفاجأته بطعنة قاتلة وأطلق عليها الاثنان الآخران طلقات من سلاحهم وارادوها قتيلة وولوا الادبار بسرعة البرق بالموتر الذى كانوا يعتلونه فهل هذه هى السيطرة التى يقصدها
المستشار الذى يعيش فى رغد من العيش فى الخارج ولا يلم بالواقع المأساوى الذى احدثه من يتحدث باسمهم ويدافع عنهم …. والمثال الثالث هو ان عدداً من حاملى السلاح أتى بعضهم على دراجات بخارية وأتى بعضهم
يعتلون شاحنة مسروقة بها جوالات من المحاصيل المنهوبة وطرقوا باب مزارع يعول أسرة كبيرة ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً يذكر وكل ما يملكه هو جوالات من الذرة والقمح والكبكبى يعتمد عليها فى اعاشة اسرته ولا يملك شيئاً غيرها وبلهجة آمرة طلبوا منه فتح المخزن
الصغير لأخذ كل ما فيه وأذعن لامرهم تحت تهديد سلاحهم ولكنهم ضحكوا منه ساخرين وقالوا له أنت الذى ستحملها على ظهرك من المخزن للشاحنة ونفذ امرهم وهو مكره وقالوا له ساخرين سنهينكم ونمنعكم من الزراعة واذا زرعتم فاننا سننزع منكم ما تزرعونه
وتحصدونه ولذلك فان اعداداً كبيرة من المزارعين احجموا عن الزراعة فى هذا الموسم وهى مصدر دخلهم الوحيد فهل هذه هى السيطرة التى يقصدها المستشار؟! واستضافت ذات الفضائية فى حلقة أخرى مستشاراً آخر ذكر انهم يتبرأون من الجرائم اللانسانية التى ترتكب ضد
الشعب السودانى والمواطنين الأبرياء العزل من السلاح ( والشينة منكورة ) ونسب المستشار جل ما حدث ويحدث لمن وصفهم بالمتفلتين من المجرمين الذين اخرجوا من السجون فور اندلاع الحرب وبعضهم محكوم عليهم
بالاعدام ويضاف اليهم مجرمو تسعة طويلة وغيرهم من النشالين واللصوص والمجرمين ولكن يؤكد الجميع ان ما أطلق عليهم المستشار وصف المتفلتين قد تم تجنيدهم بعد اندلاع الحرب ومنحوا عربات ومواتر وأسلحة ورتب وعاثوا فى الارض فساداً واذا كان المستشار جاداً فى
الذى يقوله فلماذا لم يسحبوا منهم رتبهم وعرباتهم ومواترهم وسلاحهم ويوقفوا اجرامهم أم أنهم يتخذونهم اداة ضغط ليتم التفاوض معهم لاقتسام السلطة واعادة وضعهم القديم بعد فشل مخططهم الانقلابى ….. ومع من يتم التفاوض ؟ وهل يشترك فيه المرتزقه الذين احضروا
من دول غرب افريقيا ام يشترك فيه الذين اخرجوا من السجون من المجرمين وتم تجنيدهم أم يشترك فيها اللصوص من جماعة تسعة طويلة والمتسكعون فى شارع النيل وغيره وفى كولمبيا ( على سبيل المثال ) وكانوا يساهرون فى لهوهم حتى مطلع الشمس وهذه الممارسات
بدأت علناً وليس سراً منذ العهد السابق . أم يشترك فى المفاوضات اذا أجريت من يضعون أيديهم الآن فى المياه الباردة ويعيشون حياة هانئة بعيداً عن قعقعة السلاح وويلات الحرب ويعتبرون أنفسهم أوصياء على الدعم السريع وحاضنة سياسية له ويتحذونه سلماً للصعود
وينادون بوقف الحرب ليس بدوافع انسانية أو وطنية ولكن لانهم ضاقوا ذرعاً وينتظرون بفارغ الصبر تولى مقاليد الامور والسلطة والحكم بعد ان (تبرد) وهذه مجرد أحلام خيالية واوهام سرابية ولهم تنظيم او تنظيمات
بمسميات عديدة وليست لهم عضوية قاعدية مسجلة ولها هياكل تنظيمية وقنوات فى تسلسل هرمى من القاعدة للقمة ولكنها فى حقيقة امرها تنظيمات هلامية لا وجود لها او وزن جماهيري وسط الشعب السودانى ولكنها توجد بكثافة فى الميديا وبعض الفضائيات وينسحب هذا القول
على تنظيمات وتيارات وهمية اخرى توجد هنا وهناك .. ومن ينتظرون الوصول لكراسى السلطة ركوباً على ظهر الدعم السريع فانهم يستندون ايضاً على سند اجنبى ودعم مالى خارجي وهم سند وعضد للقوى الاجنبيه
المعادية للسودان وكما يقول المثل الروسى ( لا تبصق فى ماء البئر الذى تشرب منه ) ولكن هؤلاء بكل أسف يبصقون فى اناء وطنهم بل انهم يتقيأون فيه ) ويعملون ضده مساندين للقوى المعادية للوطن بتدبيج التقارير المضللة والمعلومات الكاذبة عنه . وهذه القوى الاجنبية
تحارب السودان طمعاً فى موارده الضخمة وهم يدركون انه مؤهل ليكون دولة عظمى ولذلك فانهم يؤجحون الصراعات الحادة والخلافات الشرسة داخله ويشعلون نار
الحرب ويصبون عليها الزيت لئلا تنطفئ ليكون الوطن الشامخ ( الجريح بسبب شريحة من أبنائه العاقين ) وطناً قعيداً كسيحاً ويحاربونه لادراكهم انه فوق امتلاكه لثروات ضخمة وموارد هائلة متنوعة فهو من أكبر المصدرين للنوابغ واصحاب العقول النيرة الخيرة من
العلماء والخبراء والمهنيين فى كافة المجالات وعددهم يضاهى عدد العلماء والخبراء في قارة كاملة ولو حدث استقرار فى السودان صحبه عمل جاد لتنفيذ نهضة شاملة وقفزة اقتصادية واستثمارية هائلة وعاد هؤلاء الخبراء
والعلماء والمهنيون والعمال المهرة اذا وفرت لهم الأوضاع المريحة المناسبة لهم فان السودان سيكون فى ذروة شامخة وقمة شاهقة . والقوى الاجنبيه والدول الخارجية والخواجات على وجه الخصوص ومن والائهم اذا عادوا لرشدهم واقلعوا عن غيهم فان مد جسور الوصل
والتعاون والتكامل مع السودان والدخول معه فى اتفاقيات اقتصادية ضخمة واستثمارات هائلة مع حفظ حقوق كل طرف كاملاً غير منقوص دون افتراء وازدراء والشعب السودانى بطبعه يرفض (الحقارة ) وقد مد لهم
حبال الصبر طويلاً ( ومن لا كلاب له تفترسه الذئاب وتهاب المستأصل الأُسد ) ونأمل ان يفتح الخواجات وعلى رأسهم الدولة الكبرى ومن يدورون فى فلكها ويأتمرون بأمرها صفحة جديدة مع السودان مع السعى الجاد لايقاف هذه الحرب الاجرامية العبثية اللعينة التى
اضرموا نارها . والبداية الصحيحة تبدأ بتنفيذ مقررات مؤتمر جدة . وبعض الدول ظلت مشكورة تساند السودان فى المحافل الدولية وعلى رأسها الصين وروسيا بما يملكانه من حق القيتو . وان تنفيذ اتفاق جدة يحتاج
لمكون مالى كبير يمكن ان يساهم فى جمعه الخيرون من منظمات فى الخارج ومن دول تقف مع السودان مساندة له فى عمل الخير لوجه الله سبحانه وتعالى دون أن تكون لها مطامع فيه او اجندات خفية وعلى رأس هذه الدول دولة قطر الشقيقة ودولة الكويت الشقيقة ( ويحتاج هذا
لتفصيل اكثر ) وتبدأ عملية ايقاف الحرب باعادة كل المرتزقة لاوطانهم بطائرات تستأجر وتخصص لتنفيذ هذه المهمة واقامة معسكرات وفتحها لكل من يود العودة لاهله داخل السودان ومساعدته ومد يد العون ليعود لهم
مع التعهد اخلاقياً بعدم التعرض لهم او الهجوم عليهم أثناء خروجهم وتوجيههم لأهلهم ويتم بعد ذلك انهاء وجود المتفلتيين سلماً او حرباً وتكون البداية بالتفاوض مع قياداتهم ولو باغراء هذه القيادات مالياً للمساهمة فى
إجلاء المتفلتيين او وضعهم فى معسكرات يقيمون فيها تفادياً لشرورهم . وتأتى مرحلة الجوانب الامنية والاتفاق على وجود جيش واحد هو الذى أنشأ قبل اكثر من قرن ويمكن ان تنضوى تحته اذرع مهمتها حراسة الحدود ومنع التهريب وإخماد بؤر التمرد فى اى منطقة من
مناطق السودان ويكون العاملون فيها جزءً من القوات المسلحة وان تعهد مناقشة الملفات الامنية لا سيما الجيش لخبراء عسكريين متقاعدين من اصحاب الخبرات التراكمية والتجرد المهنى دون ارتباط تنظيمى او سياسى باى طرف ودون ان تكون لاى واحد منهم شبهة علاقات باى مخابرات اجنبيه .
وقد بلغت معاناة الشعب السودانى مداها الاقصى ونزح الكثيرون من مدنهم وقراهم لمناطق اخرى داخل القطر وخارجه وارتفعت الاسعار ارتفاعاً جنونياً وللمغتربين السودانيين العاملين فى الخارج من رجال ونساء وهم
جميعاً بكل الوان طيفهم السياسى وانتماءاتهم المختلفة رياضياً ….و…الخ لهم القدح المعلى فى المساهمة فى تخفيف المعاناة على اسرهم الممتدة النازحة فى الداخل والخارج ومثلوا خط الدفاع الاول فى مساندة الشعب
السودانى وتحمل الكثيرون منهم فوق طاقتهم فى شهامة ونخوة وللمغتربين اياد سلفت ودين مستحق منذ سنوات طويلة بمساهماتهم فى بناء المدارس والمشافى او ترميميها وساهموا فى تعمير المساجد وفى الخدمات
بمناطقهم وادوراهم مشكورة غير منكورة . ولو كان سعر الصرف موحداً للدولار لا دخل المغتربون لخزينة الدولة اموالاً طائلة ورغم عدم توحيد سعر الصرف فقد ساهم المغتربون فى كل مكرمة فى الوطن ويستحقون ان
تعاملهم الدولة معاملة خاصة بالحوافز والتسهيلات . ولهم التحية والانحناءة والتقدير وهم نبلاء وجدهم الشعب السودانى فى وقت الحارة . جزاهم الله خير الجزاء .