رمضان محجوب يكتب: ..انواء ..في حب الحبيب “محمد”
رمضان محجوب يكتب: ..انواء ..في حب الحبيب “محمد”
يقول عروة بن مسعود الثقفي: ” لقد وفدت على الملوك وعلى قيصر وعلى كسرى والنجاشي، والله ما رأيتُ ملكاً يعظمُه أصحابُه كما يعظمُ أصحابُ محمدٍ محمداً، والله ما تنخمَ نُخامةً ووقعت في كفِ رجلٍ منهم إلا دلك بها وجهَه وجلدَه، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا
يقتتلون على وُضوُئِه، وإذا تكلمَ خفضوا أصواتهم عنده، ولا يحدون إليه النظر تعظيماً له ومهابة له “.
أما خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ فيصور مدى حب الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ للنبي عندما صلبوه وقالوا له: أتتمنى أن يكون محمد في مكانك وأنت آمن في
بيتك؟: قال: ” والله! لا أتمنى أن يُشاك رسول الله شوكةً واحدةً وأنا آمن في بيتي ” . وقال عنه صاحبه المقرب أبو بكر ـ رضي الله عنه: ” إنه لرسول الله”.
وإذا كان من الطبيعي أن يحب ويثني التابعون على متبوعهم، فالعجيب هو ثناء الأعداء والمخالفين، فلم يشهد بصدق النبي وحسن أخلاقه المؤمنون به فقط، بل شهد له الكثيرُ من المنصفين من أعدائه الذين لم يؤمنوا
به، فعندما اطلعوا على سيرته ــ الصحيحة لم يجدوا فيه مغمزاً لقادح، ولا مطعناً لجارح، فلم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل وحسن الخلق والسيادة، وهذه هي الحقيقة التي أبصرتها عقول منصفة ـ قديماً وحديثاً ـ وإن كانت مخالفة له .
في القديم قال عنه كفار مكة الذين لم يؤمنوا به: ” ما جربنا عليك إلا صدقاً “، وفي تحكيمه بينهم لاختلافهم على وضع الحجر الأسود في الكعبة قالوا: ” هذا الأمين، رضينا، هذا محمد “.
وفي العصر الحديث أقوال كثيرة لعلماء ومفكرين وأدباء ـ غربيين ـ تدل على عظمة النبي، ومنها: قول أحدهم: ” إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان من أعظم
عظماء التاريخ”. وقال مايكل هارث العالم أمريكي: ” في اعتقادي أن محمداً كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني
والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معاً، يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية “.
وقال جوستاف لوبون الباحث الفرنسي الشهير: ” لقد كان محمداً ذا أخلاق عالية وحكمة ورقة قلب، ورأفة ورحمة، وصدق وأمانة “، ويقول: ” إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم، كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ “.
ويقول لامارتين شاعر فرنسا الشهير: ” من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية علي تشبيه رجلٍ من رجالِ التاريخ بمحمدٍ؟!، ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه عند النظر
إلى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الإنسانِ؟!، فأعظم حبٍ في حياتي هو أنني درستُ حياة محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود ” .
نوء أخير
مولد الهادي سلاماً أنت للأجيال عيد
نورك العالي تسامى من حمى البيت المجيد
عندما نادى المنادي جاء شمس العالمين
وازدهت بين العباد طلعة الهادي الأمين