مقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..الطاهر إبراهيم.. والي بلا إنجازات (2-2)!

رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..الطاهر إبراهيم.. والي بلا إنجازات (2-2)!

 

 

 

في المقال السابق، تناولنا إخفاق والي الجزيرة الطاهر إبراهيم في إدارة الملفات الحيوية، وعلى رأسها أزمة الكهرباء، التي ما زالت تغرق مدن وقرى الولاية في الظلام، إلى جانب التردي المريع في الخدمات الصحية وعدم اتخاذه أي خطوات جادة لمعالجة هذه الأوضاع

الكارثية، واليوم، ومع مرور المزيد من الوقت دون أن يلوح في الأفق أي تحسن، تتعاظم الانتقادات الموجهة إليه من أهل الولاية، الذين يرونه عاجزاً عن تحمل مسؤولياته، وغير قادر على إدارة هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب عملاً جاداً لا استعراضاً إعلامياً.

الطاهر إبراهيم لم يتحرك حتى الآن لزيارة العديد من محليات وقُرى شرق وغرب وشمال وجنوب الجزيرة، ولم يتفقد أوضاع النازحين العائدين إلى مناطقهم بعد تحريرها، رغم أن معاناتهم تستوجب حضوراً رسمياً فاعلاً وخططاً واضحةً لإعادة الخدمات وتأهيل المرافق الأساسية، غياب الوالي عن المشهد التنفيذي جعل

المواطنين يفقدون الثقة في قدرته على إحداث أي تغيير حقيقي، فأصبحوا يعبرون عن غضبهم عبر منابر التواصل الاجتماعي، حيث تتوالى المطالبات بإقالته واستبداله بمن هو أقدر على مواجهة تحديات الولاية.

منذ تحرير الجزيرة، لم يعلن الوالي عن أي رؤية واضحة لمعالجة الأزمات التي تعصف بها، ولم يتخذ أي قرارات ذات أثر ملموس في تحسين الخدمات، بل اكتفى بالتصريحات والمواقف الإعلامية التي لم تنعكس إيجابياً على حياة المواطنين، الكهرباء ما زالت مقطوعة في

معظم المناطق، والمستشفيات تفتقر لأبسط المقومات، والأسواق تعاني من فوضى الأسعار دون رقابة أو تدخل حكومي يخفف الأعباء عن المواطنين، مما يطرح تساؤلًا جاداً حول ما إذا كان الوالي يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، أم أنه يكتفي بلعب دور المتفرج على معاناة أهل ولايته؟

التعامل مع هذه المرحلة الدقيقة يتطلب حاكماً ميدانياً يتابع الأوضاع عن كثب، ويضع الخطط العاجلة لحل الأزمات، لا والياً يلبس “الكاكي” بحثاً عن الأضواء بينما تغرق ولايته في الفوضى، المسؤولية ليست شعارات، بل

التزام يومي بمواجهة التحديات، وإيجاد حلول حقيقية تُحدث فرقاً في حياة المواطنين، والجزيرة بوضعها الحالي، لا تحتمل مزيداً من العجز والتباطؤ في اتخاذ القرارات، فهي تحتاج إلى قيادة قوية تدرك حجم الكارثة وتتعامل معها بجدية وحزم.

تلقيت بالأمس اتصالات عديدة من مواطنين في ودمدني، الحصاحيصا، والكاملين، جميعها تعكس استياءً متزايداً من أداء الوالي، وتؤكد أنه لم يقدم شيئاً ملموساً لإنقاذ الولاية وإنسانها من دوامة التردي المستمرة، المواطنون لم يعودوا بحاجة إلى تصريحات ووعود فارغة، بل إلى خطوات عملية تخرج الجزيرة من أزماتها، وهو ما لم يقدمه الطاهر إبراهيم حتى الآن.

الإبقاء على هذا الوالي في منصبه بات عبئاً على الجزيرة وأهلها، فالإدارة التنفيذية ليست مكاناً لمن يفتقرون إلى الرؤية والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة ،إذا لم يكن الطاهر إبراهيم قادراً على النهوض بالولاية، فمن واجب القيادة العليا إعفاؤه فوراً وتعيين شخص أكثر كفاءةً، لأن الجزيرة لا تحتمل مزيداً من الإخفاقات.

سنبقى نرصد، وسنكشف كل يوم المزيد من جوانب الفشل في إدارة هذه الولاية المنكوبة، حتى تتحرك الجهات العليا لإنقاذ الجزيرة من هذا الجمود الإداري القاتل. فالصمت لم يعد خياراً، ومصير الجزيرة أكبر من أن يترك في يد العاجزين!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى