مقالات

د. محمد يوسف قباني يكتب: غرس مهارة إدارة الوقت للأطفال في وقت مبكر من أهم مفاتيح النجاح في الحياة(8)

د. محمد يوسف قباني يكتب: غرس مهارة إدارة الوقت للأطفال في وقت مبكر من أهم مفاتيح النجاح في الحياة(8)

إن إدارة الوقت وتنظيمه وتسييره مهارة حياتية أساسية للأطفال قابلة للتعلم والاكتساب من خلال التعويد والتدريب ولفت نظر الطفل واهتمامه إليها باساليب جاذبة، فكل طفل فى حوجة ماسة إلى اكتسابها وتعلمها

وأن يدرك بعقله قيمتها تدريجياً وفي سن مبكرة حتى تصبح عادة مفيدة له ونظام حياة يستطيع استخدامها ونيل جدواها مدى عمره، ليكون إنساناً قادراً على إدارة وقته والتحكم فيه، والوقت عنده له قيمة وأثر فاعل في

تخطيط مهامه وواجباته اليومية. فالطفل الذي لم يتعلم كيف ينظم وقته ويرتب أولوياته منذ صغره يقضي بقية عمره وهو يحاول أن يتخلص من عادات التسويف والتأجيل وسوء التنظيم والعشوائية والبعثرة والانتقال

من نشاط إلى آخر بدون هدف أو تخطيط نصب عينيه، وتكون حياته مليئة بالضغوط والإجهاد النفسي والخوف. إن تعليم مهارة إدارة الوقت للطفــل سيساعده على

تنظيم وإدارة حياته، وعندما يقوم الآباء والأهل بتدريب وتعويد طفلهم على قيمة الوقت وإدارته، فإنه سيتعلم كيف أن الوقت سيمضي بسرعة ولا يمكن استرجاعه مره

أخرى، وكم هي المهام والواجبات التي يمكن أن ينجزها في وقت محدد إذا نظم وقته، وكيف أنه كلما تمكن من استخدام وقته بفعالية كلما كان إنتاجه أكبر وضغوطه أقل ونجاحه مؤكد.

تمارين مفيدة للأطفال لتعلم مهارة إدارة الوقت:
1. يحب تعليم الطفل كيف يمكنه تحديد أولوياته من المهام والواجبات في البيت وفي الروضة أو المدرسة وفي كل حياته، وذلك من خلال تدريبه لإعداد قائمة مهام

من أربعة أجزاء مثلاً، في الجزء الأول يتضمن المهام والواجبات العاجلة التي تحتاج إلى اهتمام فوري، الجزء الثاني يتضمن المهام والواجبات العاجلة أيضاً ولكن لا تحتاج إلى اهتمام فوري ليفّعل قدراته في المفاضلة

والمقارنة ليفرق بين كل اهتمام، الجزء الثالث يشمل المهام والواجبات ليست العاجلة التي يمكنه أن يضعها في تخطيط زمني لاحق مثلاً بعد شهر أو شهرين كفترة قريبة، أما الجزء الرابع يتضمن الأشياء التي يمكن إنجازها

على المدى الطويل. وحتى هذه الأجزاء الأربعة مرنة وطيعة بحيث يمكن على الآباء والأهل تغيرها حسب الاستجابة الفعلية للطفل. فقط على الطفل أولاً أن يستوعب أن هناك أوليات في حياته يعلب الوقت في إدارتها دوراً جوهرياً.

2. تشجيع الطفل كل يوم وبصورة منتظمة وقبل أن ينام أن يكتب قائمة بكل المهام والواجبات التي يجب أن يقوم بها في يوم غداً بمشيئة الله، وأن يستعمل هرم وتدرج الأولويات في إعداد القائمة، ويمكن أن يساعده الوالدين

والأهل في اختيار أهم المهام الواجب قيامه بها مع تعزيز أسئلة إعمال العقل: لماذا هذه المهمة في أول هرم الأولويات وتلك المهمة في نهايته، وهذه ميزة تعلم المهارات الحياتية للأطفال بحيث أننا نجد أن هناك علاقة

جدلية بين معظم المهارات الحياتية وكلما زاد تعلمه في تلك انعكس ذلك على الأخرى وهكذا. وبصورة أو أخرى سيجد الآباء والاهل أن طفلهم بدأ يتعلم كيف يوازن بين خيارات أولوياته ويستخدم مهاراته العقلية، فالمهام لا

تتساوى في أهميتها. وبالتالي سنساعد الطفل على أن يحدد الأشياء غير القابلة للانتظار لنناقشه كيف سيؤثر ذلك على بقية وقته وفقاً إلى خيارات أولوياته، والنتيجة أنه وبصورة تلقائية سيتعلم حساب مقدار الوقت الذي يجب أن يخصصه لأداء كل مهمة أو واجب بمسؤولية ووعي كبير.

 

3. حث الطفل للتعرف على أدوات الوقت وهي تلك التي تساعده على ضبط وقته مثل المنبه، الساعة والتقويم شهري بشكل يتناسب مع سنه. وعديدة تلك التمارين الجميلة التي تدربهم على ذلك، فيمكن عمل رسومات

ورقية بسيطة بالألوان فيها تقسيمات الشهر والاسبوع والأيام (صباح ومساء) وتدريجياً يقوم بوضع علامة على كل يوم، ويمكن أن يشارك بنفسه في صنع التقويم الورقي. فمثلاً هناك زيارة للأقارب يوم الجمعة، فعلى

الوالدين تنبيه الطفل لذلك حتى يضع علامه لليوم القادم (يوم الزيارة) وقبل وعند الخروج من البيت مع الطفل اطلب منه الاستعداد خلال وقت محدد مسبقاً، واطلب منه أن يشير إلى أماكن عقارب الساعة للوقت المحدد

للمغادرة، وذكّره كل فترة بالوقت المتبقي للخروج من البيت. ومثال ثاني بصناعة ساعة حائط يدوية يشارك الوالدين الأطفال بتصميمها معاً باستخدام ورق الكرتون

وأقلام التلوين ليتعرف الطفل أن اليوم يتكون من أربع وعشرين ساعة، والساعة تحتوي على ستين دقيقة، والدقيقة تتكون من ستين ثانية.

4. القدوة الحسنة خير عمل تقدمه للأطفال لتعلم إدارة الوقت، لأن الطفل بطبعه اعتاد أن يتعلم مما يرأه أمامه من الآباء والأهل أكثر مما يقولوه له. فلا يمكن أن يستقظ

طفلك في الصباح الباكر وأنت نائم. احرص على أن يذهب إلى مدرسته في الوقت المحدد لذلك ليشعر بمسؤوليتك تجاه وقته ومهامه ويتعلم منك بصورة مباشرة إدارة وقته.

الأمثلة كثيرة ومتنوعة وما على الآباء والأهل إلا وضع تلك المهارة الحياتية المهمة (إدارة الوقت) في الأعتبار لتصميم أنشطة من واقع ونظام البيت وطبيعة وميول أطفالهم مثل جدول المذاكرة وتنظيم وقت اللعب ووقت

التلفاز ووقت الموبايل ووقت الأكل ووقت النوم ووقت زيارة الأقرباء وحتى يمكن إشراك الطفل في وضع وتصميم الجدول ولكن الأهم والأكثر تأثيراً ما يراه من

إلتزام الوالدين والأهل بالوقت واحترام قيمته لأن أحدى عادات الطفل الفطرية هي التقليد فسيقلدهم في تعزيز هذه المهارة وتدعيمها داخله.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى