مقالات

د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر.. (موت أُمَّة)إحصاءات اليونيسيف “المؤلمة”..

د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر.. (موت أُمَّة)إحصاءات اليونيسيف “المؤلمة”..

 

شان عيون أطفالنا ماتضوق الهزيمة… كلمات كنا نرددها مع فرقة عقد الجلاد الماسية في أمسيات الخرطوم الوردية، قبل أن ينفض سامرنا ويتبعثر عقدنا وتذهب ريحنا و “يضوق أطفالنا مُر الهزيمة”..

-كلمات كنا نرددها “طرباً” ولا أحد منا يفكر في أنه يمكن أن يأتي علينا زمان نتذوق فيه طعم تلك الهزيمة.. التي حاقت بنا “الآن”- وطعنت غصتها في حلاقيمنا و تذوقها أطفالنا علقماً و حنظلاً “حتى الموت”..

فما بين صراعاتٍ دامية  -حتى وصلنا الى نقطة اللاعودة – ، وفي أتون حرب مستعرة لاتبقي ولاتذر، هاهو السودان يمضي مهرولاً ليفقد مستقبله الواعد ،، وأطفالنا يتوزعون مابين لاجيء ونازح ومريض و “فقيد”،،

ونحن نكمل الأسبوع الأول بعد نصف العام من الحرب ، الجميع يتحدث “عن كل شيء” .. صفقاتٌ تعقد هنا وهناك، وإجتماعات “مدفوعة الأجر” تبحث إعادة توزيع كيكة السُلطة، خلافاتٌ وأتهاماتٌ وتخوين وتلفيق و…..و….و…

كل هذا الخلاف والإختلاف؛ وكل هذا العويل والنعيق ولا أحد يلتفت لضياع مستقبل أكثر من (عشرين مليون طفل) في السودان،
لا أحد ينظر بعين الإهتمام لزهاء (العشرين مليون طفل) فقدوا فرصهم في الحصول على التعليم؛

-ستة أشهر من الحرب ولا أحد يتحدث عن (14 مليون طفل) لايحصلون على الخدمات الأساسية التي تعينهم على “البقاء” ؛؛
ولا أحد يكترث ل(3.4مليون طفل) معرضون لخطر الإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا،،

ستة أشهر من الإقتتال والدمار ولا أحد يدرك بأن (1.7مليون طفل) في السودان لايحصلون على التطعيم؛
ستة أشهُر وزيادة .. ولا سياسي أو عسكري تحدث إلينا عن (700.000طفل) يعانون من سوء التغذية الحاد وهم معرضون للوفاة…

كل هذه الإحصاءات الصادمة والأرقام المؤلمة المستقاة من تقرير مفصل لليونيسيف توضح بجلاء أن السودان سيفقد مالايقل عن عشرة ملايين طفل “كحد أدنى” مابين المرض والجهل و (الموت)، مايعني بأن السودان سيفقد أكثر من ثلثي مستقبله مابين “كبار سن” إنتهت دورة

حياتهم (كمنتجين) وكأيادي عاملة، وثلث آخر و “نيف” يمثل أطفال اليوم الذين يفترض أنهم يمثلون (عصب المستقبل) القادم، مايعني بالمحصلة أننا إن لم نلتفت (عسكر ومدنيين) لهذه الكارثة الكبرى المتمثلة في ضياع

أطفال السودان ، ونتداعى لنتادرك الأمر ونتواضع فيما بيننا لنضع الحلول “الإسعافية” لإنقاذ ماتبقى من أطفالنا من خطر الأمراض الفتاكة، والجهل ، والموت- إن لم يحدث هذا فإن مستقبل هذا الوطن القارة سيكون أكثر إظلاماً وأشد قتامة و أحلك ليلاً مما هو عليه اليوم لأن الأمر بصورته النهائية ، وبعد عقدين من الزمان سينتهي ب(موت أمة)…

# *نهاية المداد*:
●أن تأتي متأخراً خير من الا تأتي..

● اللَّهُم أرحم روحاً أغلى من روحي..

و…
نلتقي إن كان بالقلمِ بقية#
Dr.Ayman.A.latif
24.10.2023

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى