مقالات

دكتور أحمد آدم سالم يكتب:ثم ماذا بعد إنتهاء الحرب…؟؟؟

دكتور أحمد آدم سالم يكتب:ثم ماذا بعد إنتهاء الحرب…؟؟؟

(1) الشأن الإقتصادي

إن ما أصاب الإقتصاد السودانى خلال هذه الحرب يصعب حصره لأنه فاق كل التوقعات والتقديرات وعمليات الرصد …
إذ توقفت عجلة الإنتاج فى جميع القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية ..

وتعطلت تماما حركة التجارة والنقل والترحيل ..
وتأثرت بصورة كبيرة عملية الصادر والوارد … وعم الدمار والحرق والسلب والنهب كل البنية التحتية للإقتصاد والخدمات الاساسية حتى الممتلكات الخاصة للمواطن البسيط …

ونتيجة لذلك انخفضت الإيرادات العامة للدولة وعجزت وزارة المالية عن صرف استحقاقات العاملين وتكلفة التسير لدولاب الدولة

ولذلك فإن أمر الإقتصاد يحتاج لمجهود علمى تقوم به لجان مختصة يتم تكوينها من أهل العلم والمعرفة والخبرات بمساعدة المتأثرين لتضطلع برصد وحصر ما أصاب البنية التحتية والمرافق الحيوية وما أصاب

الخدمات الأساسية والخدمات العامة وما أصاب جميع الأعيان المدنية والمساكن والنهب والسرقات التى طالت المقتنيات والممتلكات والمتحركات

(2) سلم الأولويات

أولوية العمل للفترة ما بعد إنتهاء الحرب … أن تبدأ الحكومة الإنتقالية وبصورة جادة فى التعامل مع الأزمة الإنسانية التى خلفتها الحرب …

فإن هنالك عددا مقدرا من سكان ولاية الخرطوم وبعض سكان ولايات كردفان ودارفور يحتاجون للعون والمساعدات الإنسانية من حيث توفير

الغذاء والكساء والسكن والدواء … وذلك من خلال ضبط توزيع المعونات الإنسانية التى تم التبرع بها من قبل المجتمع الدولى إضافة إلى الدعم المقدم من الحكومة الإنتقالية وتبرعات أهل الخير …

وقد أدى إستمرار الحرب لفترة زمنية طويلة لأن يفقد ذوى الدخل المحدود من الموظفين والعمال فى القطاعين العام والخاص مرتباتهم

وأن عددا كبيرا من أصحاب الأعمال الحرة وعمال اليومية وأصحاب الحرف والمهن البسيطة قد فقدوا مداخيلهم التى تغطى حاجياتهم اليومية

وحتما يحتاج هؤلاء العاملين لبرامج اسعافية عاجلة والصرف الفورى لمستحقاتهم المالية التى لم تصرف خلال فترة الحرب وتقديم الإعانة لذوى الأعمال الحرة والحرف والمهن بالقدر الذى يمكنهم من البدء فى مزاولة الحياة من جديد …

(3) الأعمار

تحتاج عملية الأعمار لحصر المصانع ومشروعات البنى التحتية والطرق والكبارى والمرافق العامة والخدمات الأساسية .. المدارس والجامعات والمستشفيات والمنازل … التى أصابها الدمار والهدم والحرق .. أن تحصر وفق دراسة علمية ويتم تصميم خطة الإنشاء والترميم والصيانة والتكلفة المالية والجدول الزمنى لذلك ..
كما لابد من حصر الأسواق والمحال التجارية والبنوك التى نهبت وحرقت وتحديد الأضرار التى اصابتها وتكلفتها المالية والعمل على صيانتها ووضع مقترحات التعويض
يحتاج كل ذلك للتمويل اللازم الذى يمكن الحصول عليه من الجهاز المصرفى بالتمويل المباشر .. والتمويل الإيجارى .. والمرابحات وغيرها
أما مشروعات البنى التحتية والمرافق الحيوية ذات العوائد المالية فيمكن تمويلها عن طريق (البوت)
build operate and transfer system (bot)

(4) إجراءات ضرورية أثناء الفترة الإنتقالية

خلال الفترة الإنتقالية
على الحكومة أن تتوجه بكلياتها لدعم العملية الإنتاجية .. زراعة .. وصناعة .. وخدمات
وأن تخصص نسبة مقدرة من سقوفة التمويل للإنتاج بالتركيز على تمويل القطاع التقليدي وصغار المنتجين وتمويل أصحاب الحرف والمهن
أن تعمل الحكومة على تنظيم الحركة التجارية داخليا ومنع المضاربات فى السلع والعملات الصعبة ..
وان تعمل على ضبط حركة الصادر والوارد بالتركيز على صادرات الذهب وضبطها ومنع التهريب ..
على الحكومة أن تعمل على تخفيض نسبة الضرائب والجمارك والرسوم خلال الفترة الإنتقالية تشجيعا لعملية الإنتاج والحركة التجارية وتخفيفا لتكلفة أعباء المعيشة على المواطنين
على الحكومة أن تعمل على إنشاء مراكز التوزيع والبيع المخفض فى جميع عواصم الولايات والمدن الكبرى
وتعمل على دعم الجمعيات التعاونية فى الأحياء والقرى والفرقان
بهذه الإجراءات تتمكن الحكومة من تشجيع الإنتاج وتخفيف أعباء المعيشة وإحداث انتعاش نسبى فى الحركة الإقتصادية بالسودان.

الأمين العام لديوان الضرائب الأسبق

يوليو 2023

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى