الأخبارالسودانتقارير

بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات..الخارجــية .. المهمة القادمة؟…

بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات..الخارجــية .. المهمة القادمة؟…

 

تقرير : محمد جمال قندول

التطورات الأخيرة التي تسيدت المشهد وآخرها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات والتصعيد مع “دويلة الشر”، فرضت واقعًا جديدًا تتطلب تعاملاً مختلفًا من أجهزة الحكومة التنفيذية والسيادية.

وزارة الخارجية يُنتظر منها أن تقدم أداءً مختلفًا عن سابق الأزمان، لا سيما وأن الحرب دخلت في مرحلة جديدة بمواجهة الكفيل المباشر (أبوظبي)، وهو ما سيجعل القادم الجديد لسدة أعلى الدبلوماسية السودانية السفير عمر صديق تحت وطأة المجهر.

تعاطٍ مختلف

واستطاعت وزارة الخارجية خلال فترة الحرب تقديم أداءٍ رفيعٍ، وجهودًا ملموسةً بفضح انتهاكات ميليشيات الدعم السريع. كما أسهمت بشكل مباشر بإحباط مؤامرات إعلان حكومة موازية.

غير أنها في قادم المواعيد ستواجه تحديات كبيرة، إذ دخلت البلاد مواجهة مباشرة مع دولة الإمارات وهو ما سيفرض تعاطٍ مختلف وجهودًا مضاعفة في سبيل تشكيل تحالفاتٍ جديدة.

وكان مجلس الأمن والدفاع قد أعلن قطع العلاقات مع الإمارات وتصنيفها دولة معادية على ضوء دعمها للميليشيا المتمردة في حربها ضد السودان.

مؤشرات التصعيد كانت نتاجًا عقب التطورات الأخيرة إثر استهداف الميليشيا بمُسيّراتٍ شرق البلاد وتحديدًا العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، وولاية كسلا، في منحًى خطير في استهداف المناطق الآمنة.

وينتظر أن يتسلم وزير الخارجية الجديد السفير عمر صديق مهامه رسميًا خلال الأيام القليلة القادمة، وهو القادم الجديد والوزير الرابع منذ بدء الحرب، بعد تسميته خلفًا للوزير السابق السفير د. علي يوسف الشريف، القادم الجديد والوزير الرابع منذ بدء الحرب.

وينتظر أن يقود صديق في مهمته تنوير العالم أجمع بما فعلته الإمارات بالأدلة الموثقة وتورطها، وهو ما دفع السودان لقطع علاقاتها مع أبوظبي.

كما ينتظر أن يقوم الوزير الجديد بترتيب دولاب العلاقات الخارجية على ضوء المتغيرات الجديدة.

تحدٍ دبلوماسي

ويرى الخبير الاستراتيجي والسياسي د. عمار العركي أنه في ظل إعلان مجلس الأمن والدفاع السوداني اعتبار الإمارات “دولة عدوان” مما يترتب عليه خلط وبعثرة كل أوراق الخارج أشقاءً وأصدقاءً كانوا أو عملاء وأعداء.

وفي ظل ما سيتبعه من ردود أفعال خارجية متباينة، يبرز تحدٍ دبلوماسي بالغ التعقيد يتزامن مع تولي وزير الخارجية الجديد مهامه.

هذا التوقيت الحرج يُحتم ويرى محدّثي أنه ينبغي على وزير الخارجية الجديد عمر صديق أن يتحرك وفق رؤية استراتيجية واضحة تستند إلى ثلاث مرتكزات أساسية تبدأ بإعادة بناء الحشد الدبلوماسي الإقليمي والدولي لصالح السودان، عبر شرح أبعاد العدوان الإماراتي وتداعياته على الأمن القومي السوداني، وتقديم الأدلة والوثائق التي تثبت التدخل الخارجي في الشأن الداخلي. لا بد من تحرك عاجل نحو العواصم الفاعلة والمؤثرة، سواء داخل المحيط العربي أو الإفريقي أو الدولي،

لتوضيح الرواية السودانية وتحصين موقفها القانوني والأخلاقي وكذلك تعزيز الدبلوماسية الدفاعية، أي أن تتحول الخارجية إلى ذراعٍ رئيسي في الدفاع عن السيادة السودانية في الساحة الدولية، من خلال التواصل المكثف مع الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، ومجالس حقوق الإنسان، ورفع الشكاوى والمذكرات الرسمية التي تُدين التدخلات الإماراتية، وتُطالب بوقفها ومحاسبة مرتكبيها.

ولا بد للوزارة حسب العركي أن تستثمر المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في الكسب الخارجي والإقليمي خاصة إلغاء قرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي وإعادة معالجة مسألة الانسحاب من الإيقاد.

وتابع العركي في معرض الطرح داعيًا لضرورة التحرك وضبط مسارات العلاقات الخارجية، وتنويع الشراكات والتحالفات التي تدعم وتسهم في تقوية الجبهة السودانية، بحيث لا تبقى السياسة الخارجية رهينة لمحاور أو ضغوط، بل تقوم على المصالح الوطنية العليا وتوازن العلاقات.

الوزير الجديد مطالب كذلك بإعادة هيكلة الخطاب الدبلوماسي السوداني ليعكس واقع الحرب والمهددات، وفي الوقت ذاته يُبقي باب التواصل مفتوحًا مع القوى المعتدلة في العالم العربي والإسلامي والدولي.

وعطفًا على ما سرده أعلاه، يقول العركي إنّ وزارة الخارجية اليوم ليست أمام تحدٍ تقليدي، بل أمام فرصة لإعادة تعريف موقع السودان على الخارطة الدبلوماسية الدولية، وفق أُسسٍ جديدة تتناسب مع المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.

 

المصدر :  صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى