مقالات

إشتياق الكناني تكتب :  أصبحنا مجرد أرقام

إشتياق الكناني تكتب :  أصبحنا مجرد أرقام

 

الآن كل الذي نفكر فيه كيف لنا أن نعيد تلك الأيام القديمة… أيام قبل الحرب، حياتنا التي كنا نتأفف منها ونهرب منها ونسعي منها إلي مجهول لا ندري عنه أي شي.

كيف لنا الآن في هذا الحاضر حيث ازيز الطائرات وأصوات القنابل الثقيلة وطلقات الرصاص وشظايا تقتلنا وتجرحنا وتفرقنا، جعلت كلا منا في بقعة من بقاع الأرض تارة نازحين ومرة لاجئين، وفي منصات الأمم المتحدة ومنصات الإعلام المختلفة يصفونا بأننا “ضحايا مدنيين نازحين ولاجئين ” .

أرقام يتم إحصاءها، ودق ناقوس خطر علينا ومنا والينا، هكذا كيف لنا أن نلتقط تلك الأيام الماضية من حياتنا قبل أن نصبح مجرد أرقام، أحياء او أموات جنود أم مدنيين نحن مجرد أرقام تضج بنا المنظمات ويشعر بالقلق فقط

الأمين العام للأمم المتحدة !! لقد فقدنا كل شئ من لحظة إنطلاق أول طلقة من الحرب، فقدنا منازلنا،

أعمالنا،حياتنا،أحلامنا. طرق كنا نعرفها وتعرفنا، أصبحت لنا عسيرة وصعبة ومستحيلة وينتظرنا فيها فقط الشبح الأسود ودخانه الكثيف، يهمس لنا بفحيح صوته القوي

برائحة الصديد الكريهة ، هنا لا يوجد في هذا الطريق غير الموت، الضياع، التلاشي.
نحن الآن لا نملك غير قنديل واحد إسمه الأمل، الأمل

هكذا كتب علينا إن نكون في معركة أخري وحرب لم تكن تشبه الخرطوم التي كانت تنام في أمن وأمان… استيقظت على ازيز الرصاص وتحليق الطائرات وأصوات

المدافع الثقيلة والوجوه الشاحبة الخائفة المرعوبة التي تركض في كل مكان وإلى أي مكان ولكن لا تدري الوجهة ولا تملك بوصلة تدلها على المكان.

من الذي ألبس الخرطوم ثياب السواد والدمار !
من الذي نفث في نار الفتنة وأشعل حطب الحرب!
من الذي حول الخرطوم لمدينة أخري..عنوانها الخراب والدمار.

مدينة تشبه الأشباح بل أصبحت مدينة أشباح، تركض فيها الظلال وتعانق النيران الابنية والمباني تتآكل فيها وتصنع منها لونا قاتما وأسود وسماء رمادية.
كيف لمدينة كانت بالأمس تضج بالاصوات والأحلام …

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى