يوسف عبد المنان يكتب : العبرة من الافرنج

يوسف عبد المنان يكتب : العبرة من الافرنج
بكل أسف نحن لانتعلم من تجاربنا ولا تجارب الآخرين وكثيرا مانصنع بأيدينا معارك وخلافات في غير زمانها ولا مبرر لها اصلا مثل الحملة الاسفيرية التي دبر لها أعداء تحالف القوى الوطنية المساند للجيش في معركته المصيرية للوقيعة بين المكونات وبعثرت الصفوف وزرع أسباب الشقاق وخير مثال لذلك المعركة الاسفيرية
الحاليه الموجهة للمارشال مني اركو مناوي بلا سبب سواء أن الرجل قال حقائق على الأرض حول الخلاف الخلاف بين ولايات السودان وعلى وجه الدقة بين ولايتي شمال دارفور والشمالية وهي خلاف طبيعي مثله والخلاف بين جنوب كردفان والنيل الأبيض حول منطقة جبل المقينص والخلاف بين شمال كردفان ولايه
الخرطوم حول منطقة فتاشه ولكن القوى الشريرة التي تتربص بالسودان وازرع المخابرات الدوليه التي تغلغلت في جسد السودان تسعى لإشعال نيران الخلاف بين الشماليه أو الشمال ودارفور كلها ولا يتحدث الناس عن خلاف حدودي بين ولايتين حتى ولو كانت دارفور أقليم واحد من ولايات متعددة والخلاف الحدودي حول أرض جرداء لاماء فيها ولاشجرا ولا شيئا بدأ من تقسيم
الولايات عام 94 عند تقسيم الولايات ولم يحسم بعد
بالله ماذا يعني اذا ذهبت محليه كاملة من الشماليه إلى دارفور؟ أو ذهبت محليه كاملة من دارفور إلى الشماليه؟ في بلد واحد غير قابل لإنقسام مطلقا مهما نفخت أبواب العمسبيين في نار الفتنة ومن ورائهم مخابرات الإمارات بمالها الذي لاينضب؟ وقضايا الحدود لتحسم بهذه
الملاواة حتى بين الدول وليتنا تعلمنا من الافرنج كيف حلت قضايا النزاعات الحدودية بين دول الاتحاد الأوروبي وهي قضايا بعدد الحصى مثلا سويسرا وحدها لديها نزاع مع ألمانيا حول الأراضي الحدودية وسويسرا اصلا دولة تعود أصول شعبها إلى دولتين ألمانيا وفرنسا ولها خلاف مع فرنسا حول بعض أطراف جبال الألب
ومدينة فيرني فولتير الواقعة على بعد خمسة عشر كيلو مترا من مدينة جنيف وقد ارتضى السويسريين والألمان والفرنسيون التكامل الاقتصادي والتمازج الاجتماعي بدلا عن النزاع فيما اختلفت البرتقال وإسبانيا حول كنيسة في حدود كل دولة تدعي ملكيتها للكنيسة وتوصلت عبقرية الافرنج لحل يقضي بفتح باب للكنيسة يطل على اسبانيا واخر يطل على البرتقال ومن أراد الصلاة فاليدخل باباب الذي يروق له؛؛
اما نحن هنا وفي وقت نخوض فيه حربا مصيرية نحرض بعضنا على بعض ونشعل نيران الخلافات التي لاتخدم غير مشروع تمزيق السودان وضرب تحالف الجيش وغالب مكونات الشعب السوداني والتحريض غير المبرر
اما الحديث غير العقلاني الذي يتفوه به بعض الجهلاء من عامة الناس حول انتهاء الحرب فلا يصدر الا من في عيونه غشاوة وعلى قلبه اغفالها كان السودان هو ولايه الخرطوم والجزيرة
نعم تحقق انتصار ساهم فيه كل أبناء السودان وقدمت القوات المشتركة من حركات الكفاح المسلح السودانيه وليست الدارفورية تضحيات كبيرة ومهرت الانتصار بالدم والجرح ولايزال طريقنا إلى النصر بعيدا جدا ونصف ولاية شمال كردفان في قبضة المليشيا وتمسك المليشيا بعنق جنوب كردفان وتكاد تقضي عليها بالحصار وكل النصف الجنوبي من غرب كردفان في قبضة ال دقلو
باستثناء بابنوسة حسن درموت وهجليج وكل جنوب دارفور وكل ولاية شرق دارفور تحت سيطرة المليشيا وكل ولايات وسط وغرب دارفور بيد التمرد فكيف نتحدث عن نهاية التمرد وتحرير البلاد؟ أن الطريق
لتحرير السودان شاق وطويل ومثل هذه المعارك غير العقلانية حول الحدود بين ولاية شمال دارفور والشمالية لهي عبث ولعب في غير زمانه ومناوي يظل رجلا صادقا معبرا عن كل أهل السودان وليس قيادي دارفوري حتى ولو كان حاكمنا
قوموا لحربكم على الجنجويد يرحمكم الله