محجوب بخيت محجوب يكتب: السودان بين أنياب المؤامرة: حرب تدار بالدم من أجل الثروات

محجوب بخيت محجوب يكتب: السودان بين أنياب المؤامرة: حرب تدار بالدم من أجل الثروات
في هذا الزمن الصعب، يقف السودان بين أنياب المؤامرة، تنهشه قوى الطمع من كل صوب، وتدار على أرضه حرب تسفك فيها الدماء من أجل الثروات والمصالح الذاتية ، لا من أجل الإنسان. حرب تلبس أثواب الشعارات الزائفة، فيما جوهرها نهب وتمزيق ومسح لهوية وطن كان ملاذا للكرامة والنخوة.
تهدف هذه الحرب، في جوهرها، إلى السيطرة على ثروات البلاد واستنزاف مواردها الطبيعية، وجعلها ساحة مفتوحة للمصالح الأجنبية. وإلى تفتيت جسد الدولة وإضعاف وحدتها الجغرافية والسياسية، حتى يسهل اقتسامها وتسييرها وفق أهواء الآخرين. كما تسعى إلى طمس الهوية الوطنية، واستبدال الملامح السودانية الأصيلة بوجوه دخيلة، لا تعرف لهذه الأرض تاريخا ولا جذورا.
ومن رحم تلك الغايات الكبرى، ولدت أهداف أكثر خبثا: إفراغ المناطق من أهلها عبر التهجير القسري وبث الرعب في النفوس، ومسح الذاكرة الجمعية للشعب ليصبح غريبا في وطنه. تبديل التركيبة السكانية، وتشويه النسيج الاجتماعي الذي ظل عبر القرون مثالا للتنوع والتعايش. تقسييم البلاد سياسيا وجغرافيا لتترسم حدود جديدة بخيوط المصالح لا بدماء الشهداء. وتحقيق تقاسم للمكاسب بين قوى داخلية وخارجية، لا يعنيها من السودان إلا ما ينهب من خيراته وما يداس من كرامته.
ولتحقيق هذه الأهداف، اتخذت وسائل من أبشع ما عرفه التاريخ: القتل والاغتصاب والنهب والتجويع والإذلال، وتدمير البنى التحتية التي كانت شريان الحياة في المدن والقرى. إشعال النعرات المذهبية والقبلية وبث خطاب الكراهية ليزرع الشك في القلوب ويستبدل الحب بالحقد. نشر الفوضى والإشاعة وتزييف الوعي عبر الإعلام المأجور، ليصبح الحق باطلا والباطل وجه الوطن. وكل ذلك في إطار صفقة خبيثة تبرم في الظلال، يختلط فيها المال بالدم، والمصلحة بالخيانة.
إن إدراك هذه الأهداف هو أول أبواب النجاة. فحين نميز بين من يقاتل من أجل الوطن ومن يقاتل لأجله، ندرك موضع الداء وطريق الدواء. الوحدة والوعي وإعداد القوة — لا قوة السلاح وحده بل قوة الفكر والإرادة — هي السبيل لإفشال هذا المخطط. فلننهض قبل أن يبتلعنا الصمت، ولنجعل من وعينا جدارا يحول دون سقوط ما تبقى من وطن اسمه السودان.
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
محجوب بخيت محجوب





