ماجدة البشير محمد تكتب: ولئن شكرتم لأزيدنكم
ماجدة البشير محمد تكتب: ولئن شكرتم لأزيدنكم
متشكرين ومقدرين،
يا مدرسات يا مدرسين،
يا معلمات يا معلمين،
جرس الصباح زى المؤذن،
للصلاة حالآ ضرب،
بانتظام ماشيات صفوفنا بأدب،
ونقول سلامنا للعلم،
شايلين كتبنا والقلم،
وعلى الفصول حالآ ندور،،،
طابور الصباح نشيد العلم،،،
سبورة وطبشيرة وتوب ابيض وكنب وادراج وكراسي فصل فيه طلبة وطالبات ،، تتعالى اصواتهم وراء المعلم مردديين ما يمليه عليهم من أهزوجة أو أنشودة تعليمية جميلة ،
فسحة الفطور، الخالات والحلوي ،، ومشاكسات التلاميذ في الشوارع،
تلك كانت هي مسيرة العملية التعليمة في بلادي ،،يخرج الطلبة من منازلهم في بواكير الصباح يحملون حقائبهم ويحلمون بمستقبلهم بين طيات طريقهم وهم يحثون الخطي نحو مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، كل يرسم امنياته علي جدار عقولهم الغضة،
وفجأة سمعوا عبارة (لا تعليم في وضع أليم) وتعالت الأصوات والهتافات ان لا تعليم في وضع اليم،،، ومن هنا بدأ الجميع في تحسس مكان الألم ،
نعم ،زحمة المواصلات، وضع أليم، وانقطاع الكهرباء وضع أليم، حشو المناهج وضع أليم، ما يعانيه المعلم الذي كاد أن يكون رسولا وضع أليم ، البيئة المدرسية وضع أليم،
تبدلت المشاعر ،، نشيد العلم لم يعد يقال بذلك الحماس
لأن الوقوف من الصباح في الشمس وضع أليم،، السبورة لم تعد الكتابة عليها كما في السابق لأن الندوب التي عليها ولونها الأسود الباهت وضع أليم،،، الثوب الابيض تبدل الي (العبائة) لان غسله بالصابون وارتدائه كل يوم اصبح وضع أليم،،، نعم لقد اصبح الوضع أليم حتي في اداء المعلم داخل الفصل،،،
لم نكن ندرك ان اشد الألم هو فقد الامان وان اصعب الأوضاع هي ان نجد انفسنا خارج الفصل وسور المدرسة بل وخارج منازلنا ايضا،،
ربما كان الألم سابقا يسهل علاجه ببعض العقاقير والمسكنات،، ولكن ألم الفقد لا ولن تداويه كل عقاقير الدنيا ،
الفقد لم يكن فصل وسبورة ومعلم ،،الفقد كان اكبر كان وطنا بأكملة،،
كان الطلبة والطالبات يذهبون الي مدارسهم وبعضهم كل همه وخوفه من العقاب بسبب عدم قيامة بالواجب المنزلي ،،، كانوا لا يخافون الطريق ولا الجوع،،
وفي لمح البصر تحول حالهم وحال التعليم بأكمله فأصابه الالم الحقيقي الذي جعله كسيحا لا يستطيع القيام،، فالسبورة اصابتها ندوب الدانات والرصاص والمعلم والطالب ذهبوا ضحية التشرد والنزوح والخوف والهلع،،
اما الفصول فأصحبت مأوي للمواطين الناجين من جحيم الحرب،، فما اصعب ان تتبدل النعمة بالنغمة،،
فنحن الآن نواجه وضع صعب ومعقد ،، حيث لا تعليم،
وهذا يعني ان هناك اجيال قادمة ستظل أسيرة الجهل والأمية،،
رغم بعض محاولات سكان العديد من المناطق الآمنة لإنقاذ هذا الجيل من الأمية والضياع إلا انها ستبقى مجرد محاولات اهلية فيها شىء من (المجازفة) حيث لا امان كامل ،،
كان علينا ان نحمد الله علي بعض النعم فإن حمد الله وشكره يستوجب الزيادة.