وثائقية

كتاب الاسبوع …رواية (موت صغير )

♦..كتاب الاسبوع
رواية (موت صغير )
محمد الحسن علوان
2016…. طباعة
……………
الكتابة هي صناعة الأخلاق والتربية والكتابة ايضا هى تحرير الفكر من الجمود كما هى تعنى رقة المشاعر وترجمتها ..

اعظم اختراع واكتشاف في حياة الانسانية (الكتابة) ….

الكتابة هي التي سكبت الحضارة في العقول، ومزجت خبرات الشعوب،، ودمجت اعراق العالم ، وحفظت اعرافهم ،، وحملت الاديان من السلف الي الخلف ،

كانت الامانة الكتابة بواسطة كتاب يفرقون بين الحق والباطل…..
وصلت لنا عنهم تجربة اجيال خدمون البشرية فى جميع المناحى ، اجتماعية واقتصادية ، علمية ،وثقافية

رواية (موت صغير ) ذات روعة ولوعة وتشوق من سبكها وحبكها حازت قصب السبق فكرا وذوقا

هى قصة تاريخية تحكى سيرة الشيخ محى الدين بن عربى ذاك الشيخ الورع التقى النقى الذي عاش حياة تجوال وتقشف من مسقط راسه بالاندلس حتى مثواه الاخير حيث قبر بدمشق …

الرواية فى ستمائة صفحة الا قليلا ، لكنها خلاصة عطر الادب ، فى طبق من ذهب
اظنها فاقت كل القصص والروايات العربية وسبقت كل يراع عربى اصيل ،
كانت مثل روايات جرجى زيدان بل اجود وامتع واروع منها …..
سلك الكاتب السعودى محمد الحسن علوان ( ميلاد 1971) مسلك العارفين فى الترتيب والتبويب والتشويق والترغيب فلم يكن بإمكان احسن مما كان…..
بطل الرواية التاريخية الشيخ الفيلسوف محى الدين بن عربى خرج من موطنه يبحث عن اوتاده الاربعة (شيوخه) .بعد ان عاش حياة انفصام فى قرطبة حيث التدين والمجون ثم اتجه شرقا مرورا بتونس ومصر وحتى وصل مكة التى تهواها كل الافئدة فى البلد الحرام عاش بطل الرواية قصة حبه الثانية الاولى التى كانت بالاندلس ..فى مكة المكرمة نسى الشيخ التدين انفصم فهام وعشق امراة من اصول فارسية ثم رحل عنها تاركا قلبه بها بعد ان ترك ديوانه ترجمان الاشواق الذي سبب فضيحة كبرى لعشيقته التى غادرت مكة ايضا
عاش مريدو البطل حياة عبودية ونخاسة لكنهم فى خدمة شيخهم ذابوا وجدا وحبا
البطل او الشيخ عشق السلطة والشهرة فكانت له مع السلاطين جولات وصولات كما دخل السجن فى مصر وخرج منها عن طريق شيخه الذى قام من قبره ليخرجه من سجنه
عاش البطل حياة زهد ودجل
كما آمن بالشعوذة والوهم فكانت جل حياته اوهام واوتاد وانجذاب الى المجهول

انتهت الرواية بنهاية موت البطل الذى عاش اكثر من سبعين عاما عاث فيها زهدا وفسادا….
الرواية بنيت على اسفار كل سفر فيها قصة صغيرة لكنها ترتبط بالبطل من حيث الموضوع لا الزمان…
كما ان الرواية قامت على كل عصور الممالك والدول الاسلامية حتى هذا الزمان
الرواية جميلة وشيقة من حيث السرد والقصة والشخوص وتناول الزمان والمكان ولغة الرواية عالية ذات الفاظ جميلة واسلوب شيق وجمل قصيرة هادفة
الكناية والاستعارة والمجاز وكل المحسنات اللفظية هى دسم الرواية وطعهما الجميل

لكن الكاتب بطبيعة التربية السلفية الوهابية كان قاسيا على التصوف قسوة ظاهرة جعلت من بطل الرواية شخصية دون ضمير او بصيرة عاش من اجل الخرافات ومات بها …
كما ذكرت انه سلك مسلك جرجى زيدان ذاك الكاتب المسيحى الذي كتب القصص الاسلامية فادخل فيها ما اشانها واخرج ما ازانها…

ان كان الكاتب نجح فى مادة الادب الا انه سقط فى مادة التاريخ لانه جعل الشيخ الفيلسوف رجل مجون ولهو وخمر ونساء
الشيخ محى الدين بن عربى هو الشيخ الاكبروامام المحققين والبحر الزاخر وسلطان العارفين ….

رسالتى للمجلس الاعلى للتصوف للدفاع عن الشيخ الاكبر كما رسالتى للكاتب محمد الحسن علوان ان يضيف فى مقدمة الرواية سيرة حقيقية مختصرة عن الامام العلم محى الدين بن عربى وان يتم تغير صورة غلاف الرواية بما يتماشى مع سيرة الشيخ العلامة صاحب اكبر مدرسة دينية تعلم الأخلاق والزهد
والله المستعان
عبدالشكور حسن احمد

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى