مقالات

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..اتسع الفتق على الراتق.. ولكن رحمة الله واسعة

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..اتسع الفتق على الراتق.. ولكن رحمة الله واسعة

 

والله إن السودان هذه الأيام في أمر جلل وابتلاءات عظيمة لم يتعرض لمثلها من قبل، للأسف مع الحرب المستمرة المستعرة وما تُخَلفه كل يوم من شهداء

 

وجرحي ومصابين وَهتك للأعراض، ومايحدث من تدمير في البيوت والمرافق كلها دون هوادة ولا رحمة كان طامة كبرى على السودان وأهله قاطبة، فلم يكن الجُرح جرح ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض و إقليم دافور

 

وغيرها، ولكنه جُرح السودان كله بلا استثناء.. ثم جاءت السيول والفيضان والأمطار على حين غرة، لتزيد رقع الابتلاءت والمآسي، ولم يعد الهم والغم ملازمين للنازحين فقط بل أصبح السودانيون كلهم سواء في المعاناة والبؤس والموت والأمراض وفي الهموم والغموم.

ما يحدث في السودان يفوق طاقة الحكومة والشعب مجتمعين.. وكلُ الناس أصبحوا في حاجة ماسة للمساعدة السريعة العاجلة و الإيواء والأدوية والعلاج.
السودان والسودانيون في موقف لا يحسدون عليه بين

حرب وكوارث طبيعية لا نظير لها..وكلُ يوم تزداد الأحوال سوءا، هذا غير الأمراض ونوقل الأمراض والكوليرا غيرها..!
السودان أصبح جسدا مُثخنا بالجِراح، مريضا هزيلا لا يقوى على شئ..!

ولكنْ الحمدُ لله، كل ذلك لم يؤثر في قوة إيمان أهل السودان بربهم ودينهم وصبرهم على الابتلاءات والمكاره أيا كانت.. ولم يُوهن كل ذلك عزيمة السودانيين، و ماتزال المروءة حاضرة مؤثرة في المشهد السوداني بكلياته رغم كل الذي ذكرناه آنفا.

شعبُ السودان شعبٌ حامد شاكرٌ لله على كل حال.. وذلك مصدر قوته وعزته ومصدر استمراريته.
لاشك أن حجم المصائب والكوارث فوق الطاقة وفوق قدرة الإنسان على التحمل..ولكنْ قوةُ الإيمان بالله والثقةُ

في الله سبحانه وتعالى هو سلاحنا َفي مواجهة التحديات والمخاطر وكل الابتلاءات.. وإن شاء الله تعالى سنتجاوز كل تلك المحن وكل الكيد والفتن برجوعنا الى الله وإلى طريق الحق والاستقامة.. هي دروسٌ وعبر و امتحانات

سنتجاوزها قريباَ بالصبر والتكاتف والتكافل وهو ديدن كل سوداني و سودانية (رحماء بينهم).
ما ندعو له هو المزيد من التكاتف والتلاحم والتكافل

الاجتماعي فلا نميز منطقة عن منطقة أخرى ولا مكانا عن مكان آخر.. دعونا نتقسم كل شئ الطعام والشراب والمأوي.. وان يعمل جميع السودانيين وخاصة المغتربين رغم ظروفهم الصعبة من أجل درء خطر الفيضانات والأمطار .

علينا أن نعمل جميعا بيد واحدة كل بإمكانياته وقدراته.. الجنيه الواحد ينفع والرغيفة الواحدة تنفع والدعاء أكثر نفعا..

على الأخوة المغتربين ان ينشطوا في شرح حجم الكارثة لكل وسائل الإعلام المتاحة في بلدان الاغتراب لاستقطاب الدعم وخاصة في دول الخليج العربي.. والآن دولتا قطر والكويت والمملكة يقومون بعمل اغاثي خيري

واسع..ولكن ما يحتاجه الناس أكثر من ذلك بكثير.. لقد اتسع الفتق على الراتق..و تمددت المساحات التي تحتاج إلى دعم من الكوارث الطبيعية من أقصى شمال السودان

الى أقصى جنوبه.. لقد اصبحنا بين نارين نار الحرب ونار الكوارث.. نسأل الله تعالى أن يطفئ نار الحرب وأن نار الكوارث والفتن ويجعل كيد كل أولئك في نحورهم.. اللهم آمين

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى