رحمة عبدالمنعم يكتب: ..للحقيقة لسان..الجيش ينتصر.. والمليشيا تندثر

رحمة عبدالمنعم يكتب: ..للحقيقة لسان..الجيش ينتصر.. والمليشيا تندثر
السودان اليوم ليس كما كان بالأمس، الخرطوم تستعيد عافيتها، وأصوات الرصاص التي ملأت سماءها تحولت إلى أهازيج نصر تتردد في الأفق، بينما تنهار المليشيا تحت وقع الضربات الحاسمة للقوات المسلحة. لم يعد أمام المتمردين إلا الموت أو الاستسلام، فلا خيار ثالث لمن خانوا الوطن وسفكوا دماء الأبرياء.
مشهد الخرطوم اليوم أشبه بلوحة بطولية تُرسم بحروف المجد، القصر الجمهوري عاد إلى سيادة الدولة، والوزارات السيادية استرجعت مكانتها، والمباني التي احتلتها العصابات تعود إلى أصحابها الشرعيين، الوزارات تستعيد سلطتها، والمؤسسات الرسمية تسترجع دورها بعدما حاولت المليشيا تحويلها إلى أوكار للفوضى، حتى الأزقة التي كانت تتحصن فيها عناصر التمرد باتت ساحات
مطاردة لهم، يتساقطون فيها واحدًا تلو الآخر، بعضهم يرفع الرايات البيضاء، وآخرون يلقون أسلحتهم في محاولة يائسة للفرار، لكن هيهات، فقبضة الجيش أحكمت السيطرة على العاصمة، ولا مفر لمن أجرموا في حق الوطن.
حاولت المليشيا الصمود، لكنها كانت كبيت من ورق أمام إعصار الجيش، ضربات متتالية، انسحابات متسارعة، وانقطاع في التواصل بين قادتهم المهزومين. في كل شارع، في كل زاوية، هناك جنود بواسل يطاردون آخر فلول التمرد، لا مجال للرحمة، فمن حمل السلاح ضد الدولة عليه أن يواجه مصيره المحتوم.
وفي مشهد يعكس حجم الانهيار، لم يعد للمليشيا حتى من يدفن قتلاها، فالجثث ملأت الطرقات، وصارت تُدفن بجرافات ثقيلة كما تُزال بقايا الخراب، بالأمس كانوا يتفاخرون بسيطرتهم، واليوم يتلاشون، ليصبحوا مجرد صفحة سوداء في تاريخ السودان.
العالم كله شاهداً على هذه الملحمة،الصحف العالمية لم تتحدث إلا عن انتصار الجيش وسقوط المليشيا. “واشنطن بوست” وضعت خبر تحرير القصر الجمهوري في صدر صفحتها الأولى، و”الغارديان” البريطانية عنونت بانهيار التمرد ونهاية مشروعه إلى الأبد ،حتى الذين راهنوا على استمراره باتوا يراجعون حساباتهم، فقد تبخرت أحلامهم كما يتبخر المتمردون تحت ضربات الجيش.
اليوم، السودان يحتفل، الخرطوم تستعيد مجدها، والمليشيا سوف تندثر إلى غير رجعة، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت، وها قد حانت لحظة النهاية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الجيش، ولا راية ترفرف إلا راية الوطن.