مقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب:..للحقيقة لسان..أين رئيس الوزراء يا برهان؟

رحمة عبدالمنعم يكتب:..للحقيقة لسان..أين رئيس الوزراء يا برهان؟

 

 

تأخر اختيار رئيس مجلس الوزراء يمثل أزمة تضاف إلى قائمة الأزمات المتفاقمة في السودان، التعديلات الوزارية الأخيرة التي طالت العديد من الحقائب لم تشمل تعيين رئيس وزراء يقود الحكومة ويتحمل مسؤولية التصدي للتحديات، هذا التأخير لا يمكن تبريره، خاصة في ظل الحرب التي تزداد شدةً، ومعاناة المواطنين التي تتفاقم مع غياب حكومة قوية تمتلك رؤية واضحة.

عثمان حسين، رئيس الوزراء المكلف، لا يمتلك حضوراً يليق بمسؤوليته، الوضع الحالي يعكس حالة من التراجع في أداء الدولة، إذ يُترك منصب رئيس الوزراء دون قيادة حقيقية تمارس دورها في إدارة شؤون الدولة، توجيه أعمال الوزارات، وتنسيق الجهود بين الهيئات العامة ،هذا الفراغ يقود إلى غياب استراتيجيات واضحة، ويترك الملفات المصيرية مفتوحة دون حلول.

رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يتحمل مسؤولية مباشرة عن هذا الفراغ ،تعيين رئيس وزراء ضعيف أو تأخير اتخاذ القرار يظهر رغبة في السيطرة على السلطة التنفيذية، بدلاً من تعزيز استقلاليتها ،هذا النهج يزيد من ضعف الحكومة، ويُعمق الأزمات في كل المجالات، سواءً الإنسانية أو الاقتصادية أو الأمنية.

المرحلة الحالية تتطلب قيادة تمتلك الشجاعة والقدرة على اتخاذ قرارات جذرية، السودان بحاجة إلى رئيس وزراء يمتلك رؤية واضحة، وخطة عملية لإدارة الحرب، وتخفيف معاناة المواطنين، ومعالجة ملفات النزوح وإعادة الإعمار ،تأخير تعيين هذه الشخصية القيادية يعكس غياب الأولويات الوطنية، ويترك البلاد رهينة لأزمات تتفاقم يوماً بعد يوم.

قرار تعيين رئيس وزراء يمثل اختباراً للقيادة السيادية، السودان لا يحتمل المزيد من التأخير، تعيين شخصية قوية قادرة على قيادة الحكومة هو الخطوة الأولى نحو وضع حد للانهيار المستمر ،عدم اتخاذ هذا القرار يعكس استهتاراً بمصير الوطن، ويُظهر أن إنقاذ البلاد لا يزال بعيداً عن أولويات السلطة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى