الأخبارالسودانتقارير

الخرطوم تنهار تحت ويلات الحرب .. بنية تحتية مدّمرة وواقع أقتصادي مظلم

الخرطوم تنهار تحت ويلات الحرب .. بنية تحتية مدّمرة وواقع أقتصادي مظلم

 

تقرير: مصعب عبدالله

من كان يصدق ان قلب السودان النابض، الخرطوم سيتحول في شهور معدودة الي مدنية اشباح ؟! فمع أستمرار الحرب منذ ابريل 2023 لم يتوقف القتال فقط عند ازهاق الأرواح بل امتد نيرانه لتأتي علي البنية التحتية ومؤسسات الدولة التي بنيت عبر عقود من الزمن.

مبان سيادية تحولت الي ركام

منطقة وسط الخرطوم التي كانت يومياً تعج بالحراك الإداري والحكومي أصبحت اليوم بلا ملامح، فقد تعرض مبني مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية، المتحف القومي السوداني، القصر الجمهوري، مقر وزارة المالية، كلها تعرضت لاضرار جسيمة، وغيرها من المباني، التقارير

تشير الي ان اكثر من 33 ألف مبني تضرر في الخرطوم وحدها، مابين تهدم كلي وجزئي، معظمها بسبب الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية التقيلة والضربات الجوية. وهناك تقارير تشير الي ان قوات الدعم السريع قصفت المباني كي لاتعود الدولة السودانية، علي حد وصفها.

المصارف .. الحريق الاكبر

واحدة من اكثر القطاعات تضرراً هي المصارف. منها برج مصرف الساحل والصحراء أحرق بالكامل، بينما اغلق عدد كبير من فرع بنك الخرطوم، وبنك التضامن، وبنك النيلين، بعد تعرضها للنهب والتخريب.
الشهادات الميدانية تقول ان قوات الدعم السريع هي من كانت وراء عمليات النهب، حيث استخدمت بعض المصارف كمواقع عسكرية، ثم اضرمت فيها النيران عند الانسحاب.

 

مدارس مغلقة وجامعات مهجورة

وزير التربية والتعليم نفسه أكد ان مالايقل عن 40% من المدارس بولاية الخرطوم خرجت عن الخدمة، بمعدل يتجاوز 1.500 مدرسة. الجامعات ليست افضل حالاً جامعة الخرطوم، وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، والنيلين، كلها اصبحت مواقع اما مهجورة او مدمرة او واقعه تحت سيطرة الدعم السريع. الاف الطلاب حرموا من مواصلة تعليمهم مما يشكل تهديداً لمستقبل جيل كامل.

المصانع.. توقف الانتاج تماماً

المنطقة الصناعية بسوبا، والجيلي، والمنطقة الحرة ببحري، كانت تضم عشرات المصانع العاملة في الزيوت والمنتجات الغذائية والبلاستيكية. اليوم، اكثر من 70% منها متوقف عن الانتاج، بسبب السرقة أو الحرق او انعدام الامن . الصناعات الوطنية تلقت ضربة موجعه ستؤثر طويلاً علي الاقتصاد المحلي.

جسور وطرق رئيسية خارج الخدمة

عدد الجسور الاستراتيجية، مثل كبري الحلفايا، شمبات، والمك نمر تعرضت للتلف، بعضها بسبب المعارك، وأخري استخدمتها القوات كحواجز. كما تضررت شبكات الكهرباء، والمياه، والاتصالات ، ماترك أحياء باكملها في ظلام دامس وانقطاع مستمر.

اعادة الاعمار.. معركة السودان القادمة

أقتصاديون أكدو لـــ”العهد اونلاين”، أن عملية اعادة الاعمار قد تتطلب أكثر من 25 مليار دولار، بجانب استقرار سياسي واصلاح مؤسسي. واضافوا: كل ذلك يظل مرهونا بوقف الحرب وعودة الحياة لطبيعتها.

وسط هذا الدمار، يبقي السؤال: كيف سيقف السودان علي قدميه من جديد؟ فالمهمه ليست فقط في وقف اطلاق النار، بل في اعادة بناء وطن تحول الي انقاض.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى